: آخر تحديث

أخلاقيات متجذرة

4
4
4

مع كل نهاية تحضر بداية جديدة، هي سنة الله في خلقه وأرضه، وعامنا ينتهي ليخلفه آخر، أمام أحداث مقلقة ومتغيرات صعبة تتوالى على محيطنا وكأنها لا تتوقف أبداً، يحضر التفاؤل السعودي بشكل جلي.. كيف لا؟ ونحن ندرك خطواتنا ونحسب علاقاتنا في ظل قيادة رشيدة تعرف ماهية العلاقات والنأي بالنفس عن التناحر وحب السيطرة.. وسط عالم أسئلته أخطر من الأجوبة عليها.. ليستمر بالقلق ليس إلا أنه لا يثق بمن يديرون شؤونه وعلاقاته مع الآخرين.

هنا في المملكة العربية السعودية عامنا الجديد مختلف جداً.. لأن أسئلته واضحة والأجوبة عليها تثير التفاؤل والسرور، نمزج بين مستقبلنا والتقدم المادي التقني لخدمة فرص النمو الإنساني في ظل رؤية باهرة حملت عنوان "رؤية السعودية 2030" حررتنا من التفكير المنهك عن ماذا وكيف ولعل وجميع أخواتهن! لتكون الصورة السعودية واضحة لكل من يعيش على هذه الأرض المباركة في معاشه واستجمامه، وحتى حمايته من استغلاله في كل ما يعكر صفو حياته.

برحيل عام وحضور آخر، لا تنظر بلدنا لتاريخها على أنها أصبحت أقدم بعام، بل تُدرك أنها تقدمت خطوات على طريق التقدم والازدهار.. عام سعودي جديد عظيم الملامح، كثيرة أحداثه، سريع إيقاعه، خلاله تتحقق الآمال والأحلام، سنرى فيه -بإذن الله- تقدم الفكر السعودي، حينما تقاربت الأفكار والطموحات مع الرؤية العظيمة وعشنا في حبور الارتقاء والتقدم، لنكون ضمن العالم الأول لا رقماً متأخراً.

عام يخبرنا أن تلك الرؤية عملت على ‭ ‬خدمة‭ ‬المجتمع‭ ‬الإنساني،‭ ‬ودورها ليس في تحقيق اقتصاد متنامٍ فقط بل في‭ ‬رعاية‭ ‬الثقافة‭ ‬والفنون‭ ‬والعلوم‭ ‬والآداب ‬لتؤكد الإنجاز‭ ‬الحضاري‭ ‬الإنساني،‭ ‬وإسهامها‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬مسيرة‭ ‬الإنسان‭ا ‬لسعودي في‭ ‬الإبداع‭ ‬والترقي،‭ ‬وتسجّل‭ ‬للتاريخ‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬مكان‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الزمان السعودي إلا الاهتمام بالإنسان.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

عام جديد يأخذنا إلى سعي جديد وخطوات جديدة، لتكمل خطوات جرى إنجازها، تؤكد في كل حين أننا صنعنا أهميتنا من عظمة أهل هذا البلد بحكمة ملكنا سلمان بن عبدالعزيز وحنكة ولي العهد قائد رؤيتنا محمد بن سلمان. فهل من مُزايد على أهل السعودية وقيادتها؟ لن يستطيعوا؛ لأن رجع الصدى سيصلهم قوياً من فرط إجماع سيصم آذانهم ويذهب بأبصارهم.. فليزايدوا.. ويكذبوا.. لكن بنا نحن لن يجدوا مأربهم؛ لأن واقعنا وعلاقاتنا بنيت على المصداقية.. لا انقسامات.. ولا عبارات ثورية وأيدولوجية فارغة.. نحن بكل مناطقنا وهويتنا امتداد جميل متلاقٍ، عبّرنا عنه بتجلٍّ في كل مناسبة.

مع العام الجديد نحمد الله أننا سعوديين، تعلمنا من التجارب.. أدركنا عدونا من صديقنا، نعيش نماء وارتقاء جديد لبلادنا، في ظل تمسكنا بجوهر الوطنية وأخلاقيتها المتجذرة، لأن التزامنا بوطننا وافتخارنا بقادته هي أخلاقيات ثابتة راسخة في أنفسنا، لا انفصال عنها..، في ظل وطن ندعو من قلوبنا بأن يحفظ الله بلادنا وقادتها وشعبها وكذلك المقيمين عليها.

كل عام وأنت بخير يا وطني.. وطناً نتذوق حلاوته، ننعم بأمنه، نعيش ألقه.. ونثق بأنه سيستمر متطلعاً مستقراً، بحول الله وقوته.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد