: آخر تحديث

سلاح حزب الله لصالح من؟!

1
2
1

خالد بن حمد المالك

الرئيس اللبناني ورئيس الحكومة يتحدثان من حين لآخر عن أن السلاح حصراً في الجيش اللبناني، فيرد أمين عام حزب الله نعيم قاسم بأن الحزب لن يتخلى عن سلاحه، بينما الاتفاق مع إسرائيل ينص على موافقة الحزب على نزع سلاحه، فما الذي تغيَّر؟!

* *

إسرائيل في كل يوم تصطاد أحد عناصر حزب الله باستهداف سيارته، أو منزله، دون رد من الحزب، أو مقاومة لعدوان إسرائيل، فلمَ هذا التمسك بالسلاح، طالما أن الحزب عاجز عن استخدامه ومقاومة إسرائيل، بالرد على ضرباتها واستهدافاتها، والعمل على تحرير الأراضي اللبنانية المحتلة؟

* *

إصرار حزب الله على التمسك بما بقي لديه من سلاح تصرّف يقود إلى استمرار إسرائيل في مهاجمة مخازنه، فيتعرض المواطنون إلى القتل، كون بعض السلاح مخزناً في مواقع سكنية يسكنها مدنيون، فما مبرر هذا التعنُّت في عدم تسليم السلاح للجيش اللبناني؟

* *

رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، يتحدثان عن أن السلاح حصراً في الدولة، وألا سلاح خارج الجيش، وأن الحرب والسلم من صلاحيات الدولة لا الأحزاب، وأنه ستتم مصادرة أي سلاح منفلت ولكن في الوقت المناسب، وأمريكا وإسرائيل تصران على نزع السلاح من حزب الله، فماذا يريد الحزب من هذا التعنّت، وهو الآن تحت رحمة الضربات الإسرائيلية دون مقاومة؟

* *

لقد تغيَّرت موازين القوة العسكرية، وأصبح حزب الله محاصراً، وليس أمامه من فرص للمناورة، خاصة بعد أن فقد قياداته، والكثير من سلاحه وعتاده، وأصبحت الدولة اللبنانية في وضع أفضل مع انتخاب رئيس للجمهورية ورئيس للحكومة يقودان مجموعة من الوزراء ممن لا يهادنون ولا يتسامحون مع تجاوزات حزب الله، وآن الأوان ليراجع الحزب حساباته، فهو اليوم في وضع غير آمن.

* *

التطورات بعد أحداث السابع من أكتوبر خلقت تغييراً في وضع لبنان وبعض دول المنطقة، وفيما يخص الحزب فهو الآن تحت طائلة محاسبته عن أي تجاوز يخالف القانون، ولا يلتزم بما تم توقيعه مع إسرائيل لإيقاف الحرب بإملاءات إسرائيلية صارمة، ما يجعل تسليم السلاح ملزماً حتى ولو تأخر بعض الوقت، ولا خيار أمام الحزب غير ذلك.

* *

ويجب أن يدرك حزب الله أن قواعد الاشتباك مع إسرائيل تغيَّرت تماماً، فإسرائيل التي كانت حذرة من أي اشتباك معه، أصبحت الآن تجوب أجواء لبنان، وتفتش عن أي موقع للسلاح، أو عنصر ينتمي للحزب، فتفجر أهدافها، وهي مطمئنة بأن حزب الله لن يفكر بالرد، أو التصدي لطيران إسرائيل.

* *

وأمام هزيمة الحزب، عسكرياً وبشرياً ومعنوياً، وإيكال المهمة للجيش اللبناني، حان الوقت لاستكمال تنفيذ الاتفاق لعدم إعطاء إسرائيل مبرراً وغطاءً لعدوانها على لبنان، وتعريض المدنيين للقتل، بسبب إصرار الحزب على عدم تسليم سلاحه، مع عدم استخدامه في مواجهة إسرائيل، إلا أن يكون الحزب ليس صاحب قرار في ذلك، وإنما القرار متروك للخارج، حتى ولو شكَّل هذا الموقف انتحاراً وجنوناً وإضراراً بالأبرياء.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد