: آخر تحديث

الساكن المزعج والنبوءة!

10
8
10

حمد الحمد

في عام 1988، صدرت لي أول مجموعة قصصية بعنوان (مناخ الأيام)، وفيها قصة عن أزمة المناخ الأسهمية، حيث أصبحت الأسهم ورقاً بلا قيمة، وفي المجموعة قصة بعنوان (بعد الهدوء الأخير)، وفحواها عمارة بها ساكن مزعج وهو وأولاده، احتل العمارة ويتمنى الكل لو تنهى خدمته ويترك البلاد بلا عودة، لكن هو يستمر بالإزعاج.

وعندما صدرت مجموعتي، قيل لي من يقرأ كتباً في الكويت؟، وكان هذا اعتقادي، لكن بعد التحرير بفترة تلقيت اتصالاً من مواطن كويتي يسأل عن كتابي، وعن تلك القصة وفرحت، وقلت لماذا؟ ، قال ابنته تدرس القصة في أحد المعاهد، وتشعر بها نبوءة لاحتلال الكويت من قبل صدام قبل سنة ونصف السنة من وقوع الكارثة، لم أتمكن من الإجابة، لكن فرحت فرحاً كبيراً أن هناك من يقرأ.

هذه الأيام عفسنا الريس بقراراته التي هزت الأسواق وخسر من خسر، وبورصتنا ونفطنا (انعفسوا)، وكل متعامل لديه أسهم حتماً يعيش في قلق، هل يخرج أم يبقى؟

من يتعامل بالأسهم يعيش في دوامة، حيث المال عديل الروح .

وأذكر قريبةً لي كانت تعمل بشركة تداول في البورصة كوسيطة، وكانت تبيع لإحدى المواطنات وكانت الأمور ماشية زين، إلا في يوم أتت السيدة وطلبت بيع كل أسهمها، وسألتها (لماذا تبيعين وضعك زين؟) ، قالت (عندما أصلي في ذهني الأسهم وأسعارها وأحسب كم ربحت وكم خسرت، ولا أكمل سورة واحدة، أنا قلقة وأريد أرتاح)، وفعلاً تم البيع وخرجت وارتاحت.

ساكن البيت الأبيض يعتقد أنه رئيس أكبر دولة وبإمكانه يصدر قراراته وعلى الجميع القبول، لكن عفسنا هداه الله، كما عفس أهل غزة التي سيحوّلها إلى منتجع راق، ويهجّر أهلها، هنا ذكّرني بذلك الساكن في قصتي، والذي الكل يتمنى متى يخرج أو يعقل ؟ ولا يعرفون متى؟


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد