صحف القبس والجريدة والرأي.. كان لها رأي في هذا الموضوع، وهذا ما يفترض أن تقوم به الصحف الرئيسية في كل دولة، والتي بالتأكيد تعبّر عن رأي الدولة بشكل عام، باعتبارها المؤسسات الإعلامية الرئيسية بالدولة، هي مرآة للمجتمع وصوت للرأي العام وأكبر نصير للوطن.
بالفعل هذا التصريح يجب ألا يترك من دون أي رد أو تعليق، يتم من خلاله توضيح وجهة نظر الحكومة الكويتية، إلا أن هذا الرأي الإعلامي يجب ألا يكون منفرداً، بل يجب أن يوازيه رأي سياسي رزين، يرد على كل ما ورد في تصريح وزير التجارة هوارد لوتينيك، يتضمن الردود المنطقية والعقلانية البعيدة عن التشنج ورد الفعل العاطفي.
نعلم كلنا أن إدارة ترامب الجديدة بدأت بقذف بعض التصريحات، التي اعتبرها الكثيرون مستفزة وغير منطقية في كثير من الأحيان.
إننا على يقين بأن حكومة الكويت تعرف كيف توصل وجهة نظرها في هذا الموضوع، من خلال قنواتها الدبلوماسية والسياسية، التي تتمتع بكفاءة عالية سياسياً ودبلوماسياً ولغوياً، إلى الجهة المعنية بشكل دبلوماسي مباشر وصريح وواقعي ومنطقي، بعيداً عن أي تشنجات أو تشدّد في التعبير عن الرفض المنطقي لمثل هذه التصريحات، التي بالتأكيد هي واجهة لسياسات الرئيس ترامب.
من الجميل أو من المفترض أن تتولى شخصية كويتية، مشهود لها بالقدرة على التحدّث بكل ثقة، معتمدة على المعلومات الموثقة، للتواصل مع الجهة المعنية في الطرف الآخر، حتى لا يترك هذا الموضوع ساحة لا تقف عند الاتهامات، وما قد يتجاوز هذه الاتهامات من جهات قد تكون أبعد ما يكون عن الموضوع، وكيفية التعامل معه بالطريقة الصحيحة.
لا أعرف إذا ما كانت هناك أية علاقة بين هذه التصريحات، وتزامنها مع وعود والتزامات دول أخرى في استثمار الأموال على المدى القريب والبعيد في الولايات المتحدة، إضافة إلى اقتراب الكويت من جمهورية الصين، من خلال توليها مسؤولية تنفيذ بعض مشاريعها الاقتصادية والتنموية.
مجموعة تساؤلات من المنطقي أن تتوارد في أذهاننا لمحاولة فهم ماذا يجري ولماذا وكيف؟
المهم استدراك المغزى والهدف الخفي من وراء مثل هذه التصريحات من مسؤول رفيع قريب من الرئاسة، والتعامل معها بأسلوب يمزج بين الدبلوماسية والصراحة والهدوء.. والصلابة أيضاً.
إقبال الأحمد