: آخر تحديث

ومَن غير محمد؟

4
4
4

خالد بن حمد المالك

كان الملك سلمان حكيماً، وذا رؤية فاحصة، ومعرفة دقيقة بإمكانات وقدرات ابنه الأمير محمد بن سلمان، بعد أن رباه أحسن تربية، وهيأه منذ صغره لمسؤوليات مستقبلية جسام غاية في الأهمية، وظل يراقبه في كل مراحل سني عمره، يوجهه، وينصحه، ويعرِّفه بالمسارات الصحيحة لخدمة وطنه.

* *

وكان محمد بن سلمان عند حسن ظن أبيه، واعياً، مدركاً، وأن عليه أن يركِّز على ما هو مطلوب للوصول إلى القيادة، مستلهماً من خبرة والده، وتوجهاته، وتوجيهاته، ومن البيئة المثلى التي عاش فيها، مركزاً في العمل على ما يحقق طموحه المبكر، وما ينتظره لقيادة وطنه، دون أن يشغله شاغل عن تحقيق هذا الهدف الذي رافقه منذ بواكير شبابه.

* *

تخرَّج في جامعة الملك سعود، وقَبِلَ بأن يعمل بوظائف صغيرة، لكنها كبرت وتوسعت صلاحياتها بفضل وجود محمد بن سلمان فيها، وفي كل موقع من الوظائف التي شغلها كان يتعلَّم ويُعلِّم، يكتسب ويُكسب، دون أن يمل أو يشبع من العمل، أو تصيبه الرغبة بالراحة والاسترخاء، كأنه كان في جديته، وانصرافه لكل ما أنيط به من مسؤوليات يخطِّط لما هو أكبر وأعظم.

* *

وكان تقدير الملك سلمان لنجابة ابنه في محله، حين استثمر قدرات الأمير محمد بإعطائه الثقة، ومنحه بالتدرّج الكثير من المسؤوليات، وإلى أن تم اختياره في عهد الملك عبدالله ليكون عضواً في مجلس الوزراء، واليد اليمنى للملك سلمان حين كان ولياً للعهد في وزارة الدفاع، لتكون انطلاقته الكبرى بعد ذلك في عهد الملك سلمان في محطات هي الأهم، حيث أصبح ولياً لولي العهد، ثم ولياً للعهد ورئيساً لمجلس الوزراء.

* *

نبوغ الأمير محمد بن سلمان بدأ مبكراً، وقدراته ظهرت جلية بأكثر مما كان متوقعاً في مثل من هو في عمره، بل يجوز لي القول بثقة بأنه تفوق على من هو في جيله، ومن هو أكبر منه سناً، في رؤاه، وثقافته، وحسن قيادته، وإنجازاته التي لا مثيل لها في دولة أخرى.

* *

بدأت خطواته مدروسة، ومخطط لها، وتحمل سمات عقل منفتح ومبتكر، وصاحب أفق بعيد، ومستقبل له أهدافه، وعمل يتواصل فيه الليل بالنهار، حتى إن الدائرة القريبة إليه لا تتمتع بالراحة، وتتعب، بينما هو من يتحمَّل التعب أكثر منها.

* *

في عام 2016م بتاريخ 25 أبريل أطلق ولي ولي العهد رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الأمير محمد بن سلمان رؤية المملكة 2030 ليرسم بذلك خارطة طريق لمستقبل المملكة، منهياً مراحل الاجتهادات السائدة، ومعزِّزاً ومعتمداً على البرامج والخطط والمبادرات بتأكيده على أن المملكة وطن طموح ويجب أن يزدهر، وفق مستهدفات واضحة، وأهداف مهمة، وتطور مذهل، دون معوقات، وبلا ثغرات سلبية، يصاحب ذلك تغيير شامل لا يستثني شيئاً من غير إصلاح وتطوير.

* *

وغداً السادس والعشرون من شهر رمضان نحتفل بالذكرى الثامنة لمبايعته ولياً للعهد، حيث تمت المبايعة من مكة المكرمة، ومن جوار بيت الله الحرام، أقدس البقاع، ووسط تفاؤل كبير بأن هذه المبايعة سوف يصاحبها من الإنجازات والأعمال الكبيرة ما سوف يكون حديث العالم ومتابعته، إعجاباً وتقديراً للتغيير والتجديد المنتظر من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي أصبح فيما بعد رئيساً لمجلس الوزراء إلى جانب ولايته للعهد.

* *

ووفق رؤية المملكة 2030 التي هي بمثابة خريطة طريق للعمل من أجل مستقبل مزدهر للمملكة، والتي كانت بداية الولادة لأفكار سموه، ثم تطوير الأنظمة القضائية والعدلية، وامتد التطوير لكل أنظمة الدولة، بما يتماشى مع المرحلة الجديدة في عهد الملك سلمان، وامتداداً بما يتفق وطموحات وتطلعات ولي العهد محمد بن سلمان، وكانت أبرز مظاهر التغيير إعطاء المرأة حقوقها التي كانت معلقة على مدى سنوات، وبينها حقها في قيادة السيارة، وممارسة الرياضة، والعمل في كل المهن المناسبة لها، وتمكينها من الخدمات دون اشتراط موافقة ولي أمرها ما لم يكن هناك سند نظامي، وذلك ضمن مواصلة دعم حقوقها، وتمكنيها أيضاً لتكون قيادية على قدم المساواة مع الرجل.

* *

وكان القضاء على الفساد، والتعامل مع الفاسدين بشكل حازم أحد المنجزات التي يسجل للأمير محمد تصديه لها، وبذلك أصبح المال العام موجهاً بالكامل في تنمية البلاد، وتطويرها، فرأينا من الإنجازات، ما يرفع الرأس، حيث الدرعية، والقدية، والمسار الرياضي، وحديقة الملك سلمان، وطريق الأمير محمد بن سلمان، والإعلان عن مطار الملك سلمان، والداون تاون الجديد، وانطلاقة نيوم، والعلا ومدائن صالح، وجزر البحر الأحمر، وجدة القديمة، وتطوير الرياضة، وفتح المجال أمام الترفيه، والسياحة.

* *

وكمؤثر على التغيير الجاذب، نجاح المملكة في اختيارها لتنظيم كأس العالم، وكأس آسيا، والأكسبو، واختيارها لحل النزاعات بين الدول، وتحقيق المصالحات على مستوى العالم، وتسهيل إجراءات الدخول للمملكة، وانخراط المرأة السعودية في العمل بالقطاعات العسكرية والقضائية لأول مرة في التاريخ، ما عزَّز وجودها في مجالات العمل بأوسع مما كان عليه الوضع، وفي المقابل فقد تركز الاهتمام على الشباب أيضاً، فرأينا منهم الوزراء والمستشارين والسفراء، وفي هذا ما يؤكد على أن المملكة تمر بمرحلة انتقالية غير مسبوقة.

* *

لقد أحسن الملك سلمان باختياره الأمير محمد بن سلمان لولاية العهد، والدليل أن المملكة أصبحت دولة قائدة على مستوى العالم، فضلاً عن الإنجازات، والتطور المذهل الذي تتمتع به اقتصادياً، وحركة البناء الواسعة، وتجميل البلاد بالتشجير، ونمط العمران، والالتزام بجعل البلاد بكل مدنها جاذبة، وهدفاً للمستثمر والسائح.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد