: آخر تحديث

تحقيق عشرات الملايين بأمانة وشرف

0
0
1

بدأت ممارسة نشاطي التجاري قبل أكثر من نصف قرن، وكانت تجربة ثرية وممتعة، وفي أغلبيتها كانت مع شركاء أسست معهم العديد من الشركات في الكويت ودبي ولندن، حظيت خلالها بثقتهم، واحتفظت بصداقاتهم جميعاً، أو بالأحرى من بقي منهم على قيد الحياة.

في كل الأحوال، حققت للجميع أرباحاً مجزية غالباً، ولا بأس بها أحياناً، وكان بينهم الشريك الكويتي والفلسطيني واللبناني والأردني، والمسلم والمسيحي، رحل منهم سليمان الصبيحي، وعبدالعزيز المخيزيم، وحسين عبدالله الأمير، وغانم صقر الغانم، ولا يزال أغلبهم يشاركوني الحياة، مثل محمد عبداللطيف المطوع، ويعقوب الجوعان، وسمير رحال، ومروان حداد، وعبدالرضا خورشيد، وهشام السلطان، ومعز علي، هذا ما تسعفني الذاكرة من أسماء، مع حفظ الألقاب.

كانت تجربتي مع تأسيس الشركة الوطنية الطبية، قبل أكثر من 35 عاماً، هي الأكثر إثارة ونجاحاً، والأطوال عمراً، حيث حققت من خلالها، وبدعم أساسي من الشركاء وكبار موظفي الشركة، الوافدين منهم بالذات، أرباحاً صافية تم توزيعها على الشركاء قاربت الـ35 مليون دينار. اضافة لذلك تم مؤخراً تقييم الشركة، من مكاتب استشارية محايدة، بـ14 مليون دينار، وذلك لغرض بيع أسهمها لأطراف جادة.

كانت بداية كل هذا النجاح، المالي والأخوي، برأسمال لم يتجاوز 100 ألف دينار فقط!

* * *

مناسبة سرد هذه الأحداث تعلّق بثلاثة أمور:

أولاً: بمناسبة قراري التخلّي طوعاً عن كل ارتباطاتي الوظيفية والتجارية والاستثمارية، بعد 60 عاماً، كاملة ورائعة.

ثانياً: للرد على التعليق العفوي، الذي ورد على لسان صديق عزيز، على ما ذكره إعلامي سابق، في مقابلة تلفزيونية، منه أن نجح في فرض نفسه بطول لسانه، وأن الوزراء كانوا يخشونه ويردّون على اتصالاته من ثاني أو ثالث «رنة»، وأنه استغل وضعه في تحقيق مصالحه ومصالح أبنائه، وأن كل ذلك لخشيتهم منه، وليس لشخصه، فهو، حسب قوله، لا يحمل شهادة، ووالده كان من خلفية متواضعة..! فكان تعليق الصديق «كفو.. رجال!»، أثارني ذلك، ودفعني لكتابة هذا المقال، لأبيّن له، وهو الخبير، أن النجاح يمكن أن يتحقق أيضاً بطرق مختلفة.

وثالثاً: للرد على كل محاولات «بعض المرضى النفسيين» النيل من سمعتي، وإشاعة الفارغ من الكلام والحقير من الاتهامات، بحقي، كالقول بأن هناك من يتولّى أمر كتابة مقالاتي، وأنني تورطت في صفقات مريبة، خلال أزمة الكورونا، بالتعاون مع كبار مسؤولي وزارة الصحة (!!)، وأنني حققت ثراء من مشاركتي في صفقات شركة هاليبرتون الأمريكية، خلال حرب 2003، وغيرها من اتهامات حقيرة لا أساس لها من الصحة، ومن دون دليل، حتى شفهي من شخص محترم.

لقد كنت، من دون مبالغة، وعلى مدى أكثر من ربع قرن، أكثر من هاجم وعرّى وانتقد ممارسات قيادات الأحزاب السياسية الدينية، ومع كل ذلك، وبالرغم من كل قواهم المعنوية والمادية والسياسية، وتغلغلهم في الكثير من جهات اتخاذ القرار، فإنهم عجزوا عن إيجاد قشة أو ورقة أو مخالفة قوية تدينني، أو تدين ممارساتي التجارية، فدفعهم اليأس إلى محاولة إسكاتي برفع الدعاوى القضائية عليّ، بسبب ما أوردته عنهم في أحد مقالاتي، لكن القضاء العادل أنصفني بالبراءة في كل الدرجات، وتغلّب قلمي المتواضع على كل قوتهم وعنجهيتهم، فمن يكون «الصغار»، الذين طعنوا في سمعتي، أمام هؤلاء «العتاة» الذين فشلوا في إدانة شخصي المتواضع؟

* * *

إن الأمر لا يتطلب «سلاطة لسان»، ولا فساد ذمة، ولا دفع رشاوى، لتحقيق النجاح في الحياة، كفرد أو شركة. فبالإمكان، خصوصاً في الكويت، تحقيق الكثير، من دون التفريط في السمعة وعدم اتباع الأمانة، مع النفس والغير.



أحمد الصراف


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد