سهوب بغدادي
فيما تُعد الجلطات والسكتات القلبية من الحالات الطبية الطارئة التي تهدد حياة الإنسان، ويعتمد إنقاذ المريض بشكل كبير على مدى سرعة التدخل الطبي، خلال الدقائق الأولى من ظهور الأعراض، فكل دقيقة تمر دون علاج تزيد من خطر تلف أنسجة القلب أو الدماغ بشكلٍ دائم، أو حتى الوفاة -لا قدر الله-؛ لذا لفتني مشروع جديد ومفصلي في المدينة المنورة، يطلق عليه «مسار النقل الإسعافي» التابع للصحة القابضة، ويسهم بشكلٍ فعال في تعزيز سرعة التعامل مع الحالات الطارئة على اختلاف أنواعها، إذ يعتمد هذا المسار على توفير سيارات إسعاف عالية التجهيز ومزودة بأحدث التقنيات الطبية، إلى جانب استخدام وسائل النقل الميدانية المبتكرة مثل العربات الكهربائية (الجولف) و(السكوتر)، وذلك بهدف ضمان وصول الفرق الإسعافية إلى موقع الحالة بأقصى سرعة، خاصةً في الأماكن المزدحمة أو ذات المسارات الضيقة نظرًا لعوامل عديدة من أبرزها الازدحام أو بسبب ظاهرة الافتراش التي تعرقل وصول الفرق الإسعافية وتعيق المسارات المخصصة لمثل هذه الأمور.
وبحسب مدير إدارة الطوارئ والكوارث والنقل الإسعافي ومدير المشروع الأستاذ فيصل المحمادي، فإن مسار النقل الإسعافي أحدث فارقًا ملحوظًا منذ بداية إطلاقه، حيث يُمكّن الفرق المكلفة بإسعاف زوار المسجد النبوي من تقديم الخدمات خلال دقائق معدودة عوضًا عن ساعات، وتقديم الرعاية اللازمة بما يتماشى مع الحالة ومدى خطورتها أو إحالتها إلى الفرق المخصصة الأخرى بعد نقلها على وجه السرعة، فيما يعتبر هذا الجهد جزءًا من التزام المملكة العربية السعودية غير المنقطع بتحسين الخدمات الصحية الطارئة، انطلاقًا من حرصها الحثيث على ضمان سلامة الأفراد وحماية الأرواح، سواءً خلال المناسبات الكبرى أو في مواطن الحياة اليومية، وتعكس هذه الخدمات التكامل بين التخطيط الاستراتيجي والتطبيق العملي على أرض الواقع بشكل ملموس، لبناء منظومة صحية تتسم بالكفاءة وتقديم أعلى معايير الجودة.
إن مسار النقل الإسعافي يعد نموذجًا رياديًّا يدل على تطور الخدمات الطبية في المملكة الحبيبة واضعًا إياها في مصاف الدول ذات الريادة والتقدم في المجال الصحي وغيره من المجالات المتداخلة في التقنية الحديثة والتنظيم الدقيق وإدارة الأزمات.