: آخر تحديث

حل الأزمة الأوكرانية يأتي من المملكة

4
4
2

خالد بن حمد المالك

أصبحت المملكة وجهة مطلوبة للتوسط في حل النزاعات بين الدول، فهي مَنْ تستضيف الخصوم على أراضيها، وتمهد الطريق أمامهم لتحقيق ما ينهي النزاعات فيما بينهم، ويوفر فرصاً للمصالحة، ليجنبهم الحروب واحتقان النفوس، بحكم علاقات الرياض المتميزة مع جميع الدول وحيادها، ووقوفها على مسافة واحدة مع الجميع.

* *

ولا أدل على ذلك، من تبنيها إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، بناء على رغبة واختيار أمريكا وروسيا وأوكرانيا، وتوظيفها لكل إمكاناتها في سبيل إنجاح المفاهمات والتفاهمات، وتقريب وجهات النظر، بما يحول دون استمرار الحرب، بل ويوقفها نهائياً.

* *

وخلال الأيام الماضية، كانت جدة على موعد مع وضع الخطوات الأولى للمصالحة بين روسيا وأوكرانيا، وهناك مشاركة أمريكية مع المملكة للوصول إلى إيقاف الحرب، والتوجه نحو تجاوز الأزمة التي أضرت بكل من الدولتين، وهددت بامتداد أضرارها إلى دول أخرى في العالم.

* *

استقبل ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان الرئيس الأوكراني، خلال زيارته للمملكة، وكما فعل سموه من قبل، فقد أبدى للرئيس الأوكراني استعداد المملكة للقيام بمساع حميدة للإسهام في الوصول إلى حل سياسي يفضي إلى سلام دائم.

* *

فقد أعلنت المملكة موقفاً واضحاً وثابتاً من الأزمة الأوكرانية، وأكدت دعمها لجميع الجهود الرامية إلى حل الأزمة من خلال الحوار، والطرق الدبلوماسية، بما يضمن إعادة الأمن والاستقرار، والمحافظة على سلامة المدنيين، وتجنب المزيد من الآثار المدمرة لهذه الحرب، وبما يكفل تلافي تداعيات وآثار هذه الأزمة، وتجنب انعكاساتها السلبية، ومن ذلك أمن الطاقة، والغذاء، وسلاسل الإمداد والتوريد.

* *

تذكروا أن المملكة في هذا الإطار كانت استضافت في أغسطس 2023م بمدينة جدة اجتماعاً تشاورياً لأكثر من 40 دولة ومنظمة لتبادل وجهات النظر حول سبل حل الأزمة سلمياً، ما أدى مع نجاح المملكة في قيادة العديد من المبادرات الرامية لتخفيف التوتر والتداعيات الناشئة عن الأزمة الأوكرانية في جعلها شريكاً موثوقاً يخولها لقيادة دور إيجابي يسهم في الوصول لحل سياسي للأزمة.

* *

سمو الأمير محمد بن سلمان، بما يحظى به من مكانة وتقدير لدى جميع أطراف الأزمة، ساهم بلاشك في تعزيز فرص النجاح للجهود والمبادرات التي يطلقها أو يقودها سموه لحل الأزمة، وكله إيمان بأن الحوار هو السبيل الوحيد لحل الأزمة.

* *

لهذا فمن الطبيعي استضافة المملكة خلال الأيام الماضية محادثات أمريكية أوكرانية على مستوى وزراء الخارجية بمشاركة المملكة ضمن الخطوات المتتابعة لإنهاء الأزمة الأوكرانية، وتمهيداً لحوار أمريكي روسيا أوكراني قادم على مستوى القمة، متى ما توصلت التفاهمات التحضيرية إلى تطابق في وجهات النظر تسمح بعقد القمة المرتقبة للرؤساء الثلاثة.

* *

استضافة المملكة للمباحثات الأمريكية الأوكرانية يمكن فهمها على أنها تأتي من باب التقدير من القيادتين الأمريكية والأوكرانية لولي العهد محمد بن سلمان، ومكانة المملكة السياسية والاقتصادية، وثقلها ودورها المحوري على المستوى الدولي، والمكانة التي تحظى بها في المجتمع الدولي.

* *

وباختصار شديد، فإنه يمكن القول بأن تحول المملكة إلى وجهة لقادة أمريكا وروسيا وأوكرانيا، بحثاً عن حل سلمي للأزمة، إنما يعكس مكانة المملكة، وثقلها السياسي، والدور القيادي لولي العهد على المستويين الإقليمي والدولي، والثقة المتزايدة في قدرة المملكة على جمع كافة الأطراف المعنية بالأزمة لتقريب وجهات النظر بينهم، والتوصل إلى حلول سلمية.

* *

وإذا ما تم ربط التصريحات الإيجابية لأطراف الأزمة الأوكرانية، وتقديرهم لدور المملكة في البحث عن حلول لها، وما رأوه من مؤشرات جدية لإنهاء الحرب، بفضل قيادة المملكة لهذا الجهد، أدركنا أن مكانة المملكة تمثل حجر الزاوية في تحقيق ما عجز عنه غيرها.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد