: آخر تحديث

عثمان العمير... من نجاح إعلامي إلى سبق إلكتروني

5
6
5

تعرفتُ على الصحافي المتميّز عثمان العمير منذ أكثر من 40 عاماً، وهو لم يتغيّر، بل بقي محافظاً على طموحاته ونظرته المستقبلية للإعلام ودعوته إلى ملاحقة المتغيّرات العلمية والإلكترونية.

سنوات طويلة كانت حبلى بالأحداث والمفآجات: جاء إلى لندن من الرياض في عز أيام الوفرة المالية والاقتصادية والإعلامية، ما جعل العاصمة البريطانية مركزاً إعلامياً عربياً وعاصمة للصحافيين العرب ومجالاً مفتوحاً للمشاريع في أجواء من الحرية وتوافر الإمكانات.

أدرك الزميل العزيز أبعاد الواقع الجديد، وشمّر عن ساعديه واجتهد ونجح ووصل إلى بناء صرح لم يسبقه إليه أحد: صحيفة "إيلاف" الإلكترونية الرائدة التي وُلدت ناجحة لأنها بُنيت على أسس متينة. 

بدأ عثمان نشاطه في لندن بفتح مكتب لجريدة "الجزيرة" السعودية، ثم انتقل بسرعة إلى رحاب أوسع في عالم الاتصالات والتكنولوجيا وصحافة عابرة للعالم العربي وديار الاغتراب، المسماة Pan Arab من خلال رئاسة تحرير مجلة "المجلة"، ثم صحيفة "الشرق الأوسط". وحقق فيهما نجاحاً، وبنى شبكة علاقات عامة واسعة، ونال محبة الجميع. وأسعدني بالمشاركة في حفلة توقيع كتابي "ذكريات وأسرار 40 عاماً في الإعلام والسياسة"، وأطلق عليَّ لقب "شيخ قبيلة الصحافيين"، وتحدث عني بكل مودة ووفاء، فشكراً له على شهادته.

وأنشر هنا إحدى رسائله التي أرسلها إليّ عقب صدور أحد كتبي، وجاء فيها:

العزيز الصديق عرفان،
قرأتك ثلاث مرات: الأولى على صفحات الجريدة، والثانية بروح الصديق، والثالثة بعقلية القارئ. ولا أكتمك أن ردود الفعل لدي كانت مختلفة من قراءة إلى أخرى...
على أنني لم أفقد في كل المرات الثلاث الإحساس بالتعاطف مع قلمك والانحياز إليه...!
ولا أجد أصدق تعبيراً عنك مما قاله صديق الجميع "أبو وجدي" (الأديب عبد الله الجفري): كاتب يرسم العاصف على جبل من الثلج فتشتعل من عباراته شرارة المعاناة الإنسانية.
صدّقني إنك في معظم هذه الكتابات تمزج حبرك في حبرنا، ودمك في دمنا، وأحاسيسك في أحاسيسنا... إن ميزتك إجادة التعبير بلغة لا تجرح ولا تقتل، بل تُبقي الخيوط مفتوحة مع الجميع... وهذا لعمري قمة إنسانية من الصعب الارتقاء عليها، بل البقاء فيها...
في كتابك أيها الصديق العزيز... 
لمحة معاناة إنسانية في بحر هذا الصقيع الهادر في عباراتك رائحة من بلادنا وسمائها وأرضها وصخورها، بهدوء استوائي لطيف.
إنني أغبطك على شجاعتك...
اسلم لأخيك ولأصدقائك الكثر،
أخوك
عثمان العمير

بعد غدٍ:
عمر أبو ريشة... في أشعاره تاريخ المنطقة ونكباتها


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد