خالد السليمان
بعد مشاهدة عدة لقطات لآثار الأضرار التي سببتها الحالة الجوية على مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، قرأت تغريدة على حساب المطار في منصة (تويتر - X) تحتفي بسلاسة الحركة الجوية والتشغيلية رغم أجواء جدة الماطرة !
بداية أرجو أن تكون التغريدة واقعية، فالأصل أن يكون لدى أي مطار دولي خطط جاهزة لمواجهة الحالات الطارئة ومنها الحالات الجوية العاصفة، لكن بعض اللقطات المتداولة تظهر أن الخدمات الأرضية لم تؤمن بعض معداتها وحاوياتها على الأرض، وهناك لقطة تظهر طيران حاوية بفعل الرياح واصطدامها بطائرة متوقفة، بينما تظهر لقطة أخرى باب إحدى الطائرات مفتوحاً بينما تتطلب إجراءات السلامة إغلاقه، أما خيمة الصيانة الضخمة فتظهر وقد انهارت على ما تحتها، وكان يجب إخراج الطائرة الموجودة مبكراً ما دام هناك إنذار مسبق بالحالة الجوية العاصفة !
ما أظهرته اللقطات المصورة هو قصور لا يمكن إنكاره في تطبيق إجراءات الطوارئ والسلامة والتصرف في الوقت المناسب على الأرض، خاصة مع وجود إنذار مبكر بالحالة الجوية !
قد يكون المطار نجح في التعامل مع المسافرين داخل المطار وتنظيم استقبالهم وتأخير رحلاتهم، كما تعلن التغريدة المنشورة في حساب المطار، وهو أمر أترك الحكم عليه للمسافرين الذين عاشوا الحدث، لكن على أرض المطار كانت الحكاية مختلفة وتدل على قصور في التعامل مع الحالة الجوية، ولا بد من أن تتم مساءلة الجهات المشغلة للخدمات الأرضية والمسؤولة عن تطبيق إجراءات الطوارئ والسلامة !
في الحقيقة إن منظومة الخدمات الجوية في مطاراتنا وارتباطها بمرجعية واحدة لا يساعد على تطوير أدائها وتحقيق محفزات المنافسة التي ترفع مستوى الأداء، كما أن مطار الملك عبدالعزيز الذي شهد تغييراً مستمراً في إدارته افتقد للاستقرار الذي تحتاجه المطارات الدولية الكبرى !
باختصار.. تهب العواصف على جميع المطارات وتحصل الحالات الطارئة، لكن الفرق يكمن دائماً في كيفية تفادي أضرارها وتجاوز عقباتها !