ناهد الأغا
ونقضي أجمل الأوقات فيها
ونأكل من لذائذها عذابا
ورمان وأعناب وتين
وماء الورد فاح شذا وطابا
تلك هي مدينة الطائف التي حباها الله سبحانه وتعالى بالحدائق والبساتين وأطايب أنواع الفاكهة منذ سالف الأزمان، كالورد والرمان والعنب.. ونظراً لخصوبة أراضيها الزراعية وعذوبة وبركة مياهها.. فيها مرتفعات جبال السروات في الحجاز وعراقة تاريخها ونشأتها منذ فجر التاريخ إلى أن أصبحت جزيرة العرب وما حولها مأهولة بالسكان.
تتميز الطائف منذ القدم وحتى تاريخه بإنتاج أجود وأقدم أنواع الفاكهة ولاسيما الرمان الذي وصل في مرحلة زمنية لأغلى الأسعار في المنطقة والعالم؛ لجودة نوعيته.. حيث تشتمل أراضي الطائف على مزارع وأشجار الرمان الذي يتجاوز عددها 160.000 شجرة رمان.
وتحتفي محافظة الطائف ومزارعوها كل عام بمهرجان الورد والرمان والعنب؛ وينتمي مزارعوها بأنسابهم الأصيلة إلى بني مالك وبني سعد وبني الحارث حتى الشف والوهط والمثناة ووادي محرم وحتى الهدا.
ولأن أهل الطائف يعشقون الزراعة وحب العمل في بساتينهم وحدائقهم، فقد رزقهم الله - جل وعلا - أجود أنواع الفاكهة... فالرمان الذي يأسر بمنظره الشهي القلوب وكأنه لوحات مدهشة رسمت بريشة فنان مبدع، ثماره لذيذة جداً وحتى القشور، فقد عكف أهالي الطائف على إنتاج الأصباغ للتلوين ومواد دباغة الجلود منها؛ وكذلك بعض المنتجات الطبية لاستعمالها في علاج بعض الأمراض الباطنية والجلدية.
أما العنب فيوجد بأنواعه ذات الجودة العالية وأشهرها عنب السياييل من قرى بني سعد التي ارتبط اسمها بقصة سيدنا محمد - عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم - عند مجيئه إلى الطائف.
أما الورد الطائفي فذاك شأن رائع آخر، فهو يتميز برائحته الفواحة التي تميزه عن بقية الورود والزهور العالمية وروائحها؛ الأمر الذي جعل أهالي الطائف يمتلكون ميزة تنافسية متفردة لورودهم.. وعليه فقد قاموا بإنشاء 120 معملاً ومصنعاً ينتج دهن الورد بالتقطير.. حيث يقوم المزارعون باستخراج منتجات مختلفة كيميائياً يصل عددها إلى 35 منتجاً، وهي ماء الورد والصابون وروح الورد والعطور والدهون.. ولجودتها المميزة والعالية بات الطلب عليها كبيراً محلياً وخليجيا وأوروبيا وعالمياً.
وقد تغنى شعراء المملكة بجمال الطائف وورده المميز، حيث قال الشاعر محمود عارف قصيدة في ذلك نورد بعض أبياته:
طاب الهدا وهو بستان ومنتجع
تزدان أوراده حمدا ومن يقق
الورد في غصنه هيمان لا عجب
أن تستلذ الهوى في عطره العبق
عطر الورود أحاسيس مرهفة
ينداح رفافه كالنور في الغسق
وكل ما يرفع الوجدان منزلة
في الطائف الحلو منه بعض منطلق