: آخر تحديث

الفرح والتصفيق والكأس

3
2
3

أحمد المغلوث

كنت مع بعض من أفراد أسرتي متمترسين أمام شاشة التلفزيون نتابع باهتمام بالغ لحظات انتظار الإعلان عن. الفائز باستضافة كأس العالم لعام 2034م.

لحظات مضت، والقلوب تخفق بوجل وعيونهم تكاد تخرج من مقلتيها هكذا كان حالنا، وكذلك المئات من الحاضرين في القاعة الكبرى ومئات الملايين في مختلف دول العالم تتابع في نفس اللحظة وعبر شاشات الفضائيات والهواتف النقالة هذه اللحظة التاريخية لحظة الإعلان وقلب المسؤول عن العرض البوستر الذي يحمل اسم الدولة المحظوظة فإذا هو يردد اسم «السعودية» الغالية وعلم مملكتنا مشرق عندها ضج المشاهدون وهم يلوحون ويصفقون بأيديهم وأخذت القاعة تهتز تحت أقدام الحضور والذين قفزوا فرحا وسعادة وهم يصفقون بحماس وأقبل بعضهم على بعض في احتضان وقبلات أمراء ووزراء وأعضاء اللجنة العليا. وجمهور غفير، وفلاشات كاميرات القنوات الفضائية والصحافة تسجل الحدث وأصداء «التصفيق» بحرارة بالصوت والصورة موثقين فرحة تجاوزت مساحة المكان وسط موجة من الفرح والسعادة والتهاني، وبعفوية رحنا نصفق بحماسة وسعادة وبعد لحظات.. والعزيزة «ليزا» عاملة منزلنا توزع علينا عصير البرتقال بالمناسبة، وهي تكاد تطير من الفرح عندما التفتت إلى حفيدتي «كنده متسائلة» متى تعلم الإنسان «التصفيق» فرددت عليها شاكرا على سؤالها المناسب بعدما شاهدت التصفيق الحار، وإعلان اسم وطننا الحبيب وأضفت قائلا: أبشري يوم الثلائاء القادم سوف تجدين الإجابة في زاويتي «رذاذ» بالجزيرة، هذا ومنذ بداية حياة الإنسان في هذه الحياة وكما تشير كتب التاريخ المختلفة أنه كان يعتمد على الإشارات البسيطة والإيماءة علي عديد من الأشياء التي أمامه أو بالقرب منه وبعفوية تجده يقوم بالتصفيق عندما يشاهد شيئا مثيرا لاهتمامه أو إعجابه أكان هذا الإنسان رجلا أو امرأة، وما زالت بعض القبائل في بعض سكان الغابات والأدغال في إفريقيا وشرق آسيا وسكان أمريكا القدامى يتواصلون بالتصفيق والتصفير وحتي الضرب على الطبول وحتى بالنسبة لبعض الطيور، تستخدم أجنحتها للطيران وكذلك ضرب بعضها ببعض محدثة أصواتا يفهمها من حولها من الطيور كما تفعل طيور البطريق وكما هو معروف وحتى مشاهد بالنسبة لحمام الجبال، فهو أيضا يقوم بالتصفيق بأجنحته.. وعندما تنطلق الحمامة في الطيران، قد تصفق بأجنحتها ضاربة فوق أجسادها في «تصفيق مثير» كما يفعل ذكر حمام الجبال وحتى البيوت، وهذا ما تفعله عند المغازلة أو جذب الأنثى هذا ولقد تطورت حركات الشمبانزي والقردة فهي تصفق وتضرب بيديها على صدرها محدثة أصواتا مثيرة وحتى مخيفة كما كنا نشاهد في أفلامالشمبانزي أو قردة الاستعراض في المهرجانات ولقد وقفت مندهشا قبل أعوام أمام قرد صغير يصفق بيديه في ساحة «الفنا» بمراكش المغربية كذلك كانت الدلافين تضرب بذيولها، وبزعانفها (الصدرية) مصدرة أصواتا جاذبة، وقد تضرب بزعانفها على سطح الماء، أو على أجسامها. كل هذه الأفعال ما هي إلا تعبير عما تشعر به أو تريده سبحان الله الذي أوحى لها بهذا الفعل المدهش.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد