: آخر تحديث

كأس العالم والتسويق للسعودية

2
2
2

في خطوة تعكس الطموح والرؤية المستقبلية للمملكة العربية السعودية، تأتي استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2034 كإنجاز بارز يعزز مكانة المملكة المتزايدة على الساحة الدولية، حيث إن إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) منح السعودية شرف استضافة أول نسخة يشارك فيها 48 منتخبًا في دولة واحدة، عبر ملف حصل على أعلى تقييم فني في تاريخ الفيفا (419.8 من 500)، يمثل نقلة نوعية تعكس تطلعات رؤية السعودية 2030.

ستُقام مباريات البطولة على 15 ملعبًا عالمي المستوى موزعة على خمس مدن هي الرياض وجدة والخبر وأبها ونيوم، تتضمن أربعة ملاعب قائمة قيد للتجديد، وثلاثة ملاعب أخرى تحت الإنشاء، وثمانية ملاعب جاري التخطيط لإقامتها بأحدث التقنيات،علاوة على تخصيص عشر مدن أخرى لاستضافة معسكرات المنتخبات، وهي العُلا والمدينة المنورة والباحة وحائل وتبوك وأملج وبريدة والطائف وجازان والأحساء.

ملف استضافة المملكة لكأس العالم يحمل شعار "معًا ننمو" ويستند إلى ثلاث ركائز رئيسية هي "معًا لتنمية القدرات البشرية" عبر الاستثمار في الثروة البشرية والطاقات الشابة، "معًا لتنمية كرة القدم" من خلال الاحتفاء بشغفنا الكبير تجاه كرة القدم، "معًا لتنمية جسور التواصل" عبر تواجد أكبر عدد من المنتخبات والجماهير في دولة واحدة في تاريخ البطولة، وستمثل هذه الاستضافة نقطة تحول وحدثًا تاريخيًا لا مثيل له، ليس فقط على المستوى الرياضي، بل ايضا على مستوى التسويق للمملكة وإبراز التطور الهائل الذي تشهده في شتى المجالات، حيث ستعزز الصورة الذهنية للمملكة، وتبرزها كوجهة سياحية حديثة ومتطورة تتمتع بثقافة غنية متنوعة وتراث تاريخي عريق، وستعزز قطاع الطيران والضيافة وزيادة عدد السياح حتى بعد استضافة كأس العالم، إضافة الى أنها ستسلط الضوء على الإنجازات التي حققتها المملكة في البنية التحتية والتقدم التقني وشتى المجالات الأخرى، كما سيكون لها دور كبير في جذب الاستثمارات للمملكة مما سيساهم في تنشيط الاقتصاد الوطني ويحقق استدامة الدخل وزيادته، كذلك ستمثل البطولة فرصة فريدة لإبراز القيم الاسلامية العربية السعودية الاصيلة مثل الكرم والضيافة والتسامح.

الرياضة في عصرنا الحديث أصبحت وسيلة فاعلة للتعبير عن القوة الناعمة للدول، وتحولت من مجرد نشاط يمارسه الهواة وتستمتع به الجماهير إلى صناعة ترتكز على أسس علمية متخصصة في الاحتراف والتسويق والاستثمار الرياضي، وأن استضافة المملكة، دام عزها، لبطولة بحجم كأس العالم تعد استثمار استراتيجي في المستقبل، يتمثل في توظيف المال في جميع الأنشطة الوطنية بما يعود بالمنفعة الاجتماعية والاقتصادية لوطننا الغالي، وتضع السعودية في دائرة الضوء كدولة قادرة على تنظيم أكبر الفعاليات العالمية، وذلك بما ينسجم مع أهداف رؤية السعودية 2030، التي تسعى إلى تنويع النسيج الاقتصادي وتقليل الاعتماد على النفط، إضافة الى أنها تمثل فرصة سانحة للترويج للمشاريع الوطنية الكبرى وإظهار طموح المملكة وقدرتها على صياغة مستقبل يليق بمكانتها العالمية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد