كنت أستعد لمغادرة القاهرة حين أتتني دعوة لحضور العرض الأول لمسرحية (رشيد واللي سواه في بلاد الواه واه) من المنتج فيصل الحربي الذي أبلغته بسعادتي أن يكون أول مشوار لي بعد العودة هو حضور المسرحية، وهي من كتابة وإخراج الفنان خالد الحربي مأخوذة من مسرحية علي جناح التبريزي، مسرحية بديعة للغاية، حضور وخفة دم متناهية من الممثلين، أدهشني بخاصة تمثيل الفتيات في المسرحية، شيما الفضل وود أسامة، أعجبتني تلقائيتهم وقوة أدائهم وخفة ظل ود الطبيعية.
بعدها أتتني دعوة من الإعلامية والسينمائية الجميلة نور سعد لحضور فيلم سلمى وقمر الذي يعرض في مهرجان البحر الأحمر الدولي، حيث تدير الحوار مع طاقم العمل بعد انتهاء الفيلم، كنت سعيدة بقبول الدعوة لأن الفيلم سعودي من إخراج عهد كامل التي أقدرها جدا كممثلة وأردت أن أشاهد إبداعها كمخرجة، ولأن المحاورة هي نور التي أحبها وأحب مشاهدتها والاستماع إلى أسئلتها، الفيلم يلمس أشياء مهمة، خاصة لفتاة مثلي ولدت وعاشت حياتها كلها في جدة، والمخرجة قدمت لنا صورة واقعية للحياة في جدة في ذلك الوقت للطبقة التي يتحدث عنها الفيلم. كان فيلما مؤثرا وحقيقيا.
حصلت على بطاقة الانتساب بصفتي إعلامية وقد اعتمدت في ذلك على كوني أكتب هذه الزاوية في جريدة الرياض التي لا يحتاج من يكتب فيها إلى تقديم أفضل.
مكان إقامة المهرجان رائع وخلاب، لا يوجد أجمل من جدة البلد كي يقام فيه أكبر مهرجان يقام في مدينة جدة سنويا، كل شيء في هذا المهرجان مبهر، تنظيمه وضخامته وشهرته والفنانون العالميون الذين يحضرون كل عام ليشاهدوا ويستمتعوا ويتعرفوا على جدة والسعودية، وإن كنت أدعو القائمين على المهرجان مرة أخرى أن يجعلوا الاختلاط بين الفنانين العالميين والفنانين السعوديين أقوى وأكبر.
حضرت أيضا ضمن نشاطات المهرجان عروض تقديم أفكار الأفلام القصيرة لبرنامج صانعات أفلام المستقبل في السعودية، الذي دعمته نتفلكس ونيوم، والذي دعتني لحضوره الصديقة العزيزة والجميلة عهود حجازي، والتي شاركت بتقديم فيلم عين فارغة هي واثنان من زميلاتها. عجبتني كل الأفكار التي طرحت في العرض وأعجبتني فكرة البرنامج وأتمنى أن تجد عهود ممولا للفيلم الذي يستحق.
بالأمس حضرت عرض فيلم صيفي، الذي كنت مصرة على حضوره بالرغم من نفاد التذاكر، فقد وقفت على كل الأبواب كي أحصل على التذكرة وتمكنت أخيرا وفي آخر لحظة من الحصول عليها عن طريق المنتج عبدالله عرابي بعد أن طلبت منه فايزة أمبا التي رأيتها أول مرة بعد سنين طويلة كي تحقق لي هذه الرغبة وكنت محقة في ذلك، الفيلم رائع ويستحق وسأكتب عنه لاحقا.
انتهت المساحة ولم ينتهِ الكلام، لكن شكرا لأحمد الملا وفهد الأسطى وأيمن النقيب الذين مكنوني من الحصول على تذكرة فيلم ثقوب ومشاهدته.