: آخر تحديث

اكتب يا تاريخ!

10
11
11

خالد بن حمد المالك

هناك دروس مما أسفرت عنه حرب إسرائيل مع كل من حماس وحزب الله، ويجب أن يتعلَّم الجميع منها، كلا الحزبين ينتميان في سياساتهما إلى إيران، دعمهما بالسلاح والمال يأتي من طهران، وبالتالي فهما لا يرفضان طلباً لها، ولا يعصيان أمراً منها، ما أغضب العرب عليهما، ونأوا بدولهم عنهما، وكانت النتائج لسياسة الحزبين مدمرة لهما، وللبنان وقطاع غزة.

* *

كانت أحلام الحزبين في هزيمة إسرائيل، كانا يعتقدان أن زوال إسرائيل سيكون بفضل تعاونهما مع إيران، وكان العرب بنظرهما متخاذلين، إن لم يكونوا خونة على لسان بعض من ينتمي لحماس وحزب الله، ومن لفَّ لفهم، دون أن يصغيا لصوت العقل، والحكمة، والرؤية الصائبة، فذهبا بعيداً باتهاماتهما، وكان ما كان مع الأسف الشديد.

* *

ليست شماتة، ولا فرحاً، بما آلت إليه هذه الحرب التي ربطت أذرعة إيران مصيرها بحماس وتوقف الحرب في قطاع غزة، منتشية ومدفوعة بفكرة ما أسمته حماس بـ(طوفان الأقصى) ونتائجها الأولية، دون تفكير بما ستؤول إليه من نتائج مأساوية في نهاية الحرب، في ظل الدعم الأمريكي والأوروبي لإسرائيل، ومساندتهما ومعاضدتهما لها في هزيمة كل من يمس أمنها، ويفكر بهزيمتها، بكلام أوروبي أمريكي معلن ومنفذ، وعلى المكشوف.

* *

على هؤلاء أن يتعلَّموا، ويأخذوا العبر والدروس من هذه الحرب، ويستفيدوا من هذه التجربة إذا ما فكروا في حروب قادمة بالتخطيط، والعمل الصحيح، وتقدير قوة العدو، وقبل ذلك تقدير قوتهم في مواجهة عدو مجرم، لا يرحم، ولا يفرِّق بين مقاتل ومدني لا ناقة له في هذه الحرب ولا جمل، وهو في كل الظروف عدو ليس له من خيار للبقاء والوجود إلا بارتكاب هذه الجرائم للتخويف، معتمداً على حلفائه وقوته الذاتية.

* *

لم يسمع هؤلاء كلمة من ناصح مخلص، ومن جهة أو جهات عربية لا تريد لإسرائيل أن تنتصر، وفهم هؤلاء عن سوء قصد مبيّت أن في هذا تخاذلاً من العرب، وفيه تفريط بالدولة الفلسطينية، متناسين عن عمد الأدوار التي قامت بها هذه الدول ولا تزال انتصاراً للحق الفلسطيني في إقامة دولته على أراضيه التي احتلتها إسرائيل عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.

* *

خسر حزب الله في لبنان، وحماس في قطاع غزة التضامن العربي، لأنهما أعطيا ظهريهما للعرب، ولم يكتفيا بذلك، وإنما تطاولا عليهم، وقالا ما لا يجب أن يُقال في خطبهما، وعبر المساجد، ووسائل الإعلام، باتهامات باطلة، ومعلومات ملفَّقة، وكلام لا يليق، وكانت نتائج ذلك أن أياً من الدول العربية لم تخرج عن صمتها في التعليق على الأحداث الموجعة، في كل من لبنان وقطاع غزة.

* *

الآن تتحدث التقارير عن أن إعادة قطاع غزة إلى ما كان عليه قبل السابع من أكتوبر من العام الماضي وقد هُدم منه 80 % يحتاج إلى سبعين عاماً ليكتمل البناء، هذا إذا توفر التمويل، ومثل القطاع سيكون أمام لبنان سنوات طويلة لإعادة ما دمَّرته الحرب، أما فرص إقامة الدولة الفلسطينية فربما أنها قد تتأخر سنوات طويلة حتى يتم بحث خيار الدولتين، فيما أن من قُتل وهم بالآلاف في لبنان وقطاع غزة، فهؤلاء لن يعودوا، فمن المسؤول؟ ومن يجب أن يحاسب على حرب هذا ما انتهت إليه، وسوف تتوقف قريباً بعد كل ما حدث؟


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد