عبدالعزيز التميمي
لم أنم وبقيت ساهراً حتى الصباح وكيف أنام وبيروت مرعوبة وترتجف من دوي المدافع وأزيز الرصاص واختراق حاجز الصوت. سمعت صوت الفنانة فيروز التي غنت لبلدها، وأبكتنا عندما غنت للقدس وبكت معنا في صلاتها من أجل مدينة السلام ونحن كمسلمين علينا أن نرد التحية بأفضل منها.
فكما بكت فيروز من أجل الحرية والناس والشجر والزيتون واجبنا على أقل تقدير أن نحزن ونتحرك لنوصل صوت لبنان الكرامة المجروح بخناجر من تخلى عنه أكثر من جرحه بسلاح العدو المستقوي على (ضعفه) الذي سببه خلاف الكتل والأحزاب والجماعات، فهل ما يحدث لك يا بيروت يا زينة عواصم الدنيا أمر منطقي معقول، أم نحن نعيش الكابوس والرعب المصطنع في هوليوود؟
يا جماعة، حبذا لو يطلعني أحد العارفين على ما يحدث في لبنان؟ والله حرام! خلال ساعة واحدة دكت بيروت أربع غارات وتلاها غارات لم تبق عش طير وفي الغد قد لا نسمع زقزقته بعد أن فاحت رائحة الموت المنتشر.
كيف سنسمع فيروز تغني لمكة، للقدس، فيروز غنت للجهراء في ستينات القرن الماضي، فلماذا لا نبكي نحن اليوم على ما تتعرّض له بيروت وعاليه؟ هل نسيتم يا عالم شارع الحمرا والصيف المقبل هل موعدنا الجبل ومقاهي بيروت التي كانت تجمعنا بكل الكويتيين والخليجيين من محبي لبنان وشعبه الطيب والمهضوم ومواقفه معنا مشرفة؟
واجبنا الليلة ألا ننام ولا نسكت، وعلينا أن نصرخ بأعلى أصواتنا ونقول للعالم والله حرام عليكم لبنان البلد الجميل يتدمر! بصراحة، فدتك أرواحنا يا لبنان غداً أو بعد غد هم قادمون ليس لنجدتك إنما لإلقاء نظرة على محياك الجميل فأنت باق بقاء الخالدين وكل من يتغطرس عليك زائل ممحوق بإذن الله فقط اصبر؛ لأن الله مع الصابرين، «بحبك يا لبنان يا وطني بحبك».