: آخر تحديث

يوم حُبِست الشمس لأجل بيت المقدس!

14
14
15

عبدالعزيز الفضلي

هل ما حلّ في غزة من تدمير، وارتفاع أعداد الشهداء والجرحى إلى أكثر من 150 ألفاً، والحصار والتجويع والتآمر الغربي يجعلك تقطع حبل الأمل من انتصار غزة؟

سأشير إلى وقائع ستبعث الأمل في نفسك والطمأنينة في قلبك من أنّ العاقبة لأهل غزة.

هل تذكر الحصار الذي ضربته قريش على النبي- صلى الله عليه وسلم- وأصحابه في شِعب أبي طالب واستمر لثلاث سنوات حتى أكلوا أوراق الشجر من الجوع!

لقد انتهى بدودة الأرض التي أكلت الصحيفة التي تعاهدت فيها قريش على مقاطعة الرسول وأصحابه وكانت معلّقة داخل الكعبة، فمن الذي أرسل تلك الحشرة؟

ألم تمر بك أحداث غزوة الخندق وكيف أحاط الأحزاب بالمدينة، حتى زُلْزِل الرسول وأصحابه زلزالاً شديداً، وبلغت القلوب الحناجر، كيف انتهت تلك المعركة؟

لقد أرسل الله تعالى ريحاً شديدة قلبت كيان جيش الأحزاب، فلم يكن أمامهم سوى فك الحصار والرجوع إلى مكة!

أما قرأت موقف موسى وأتباعه يوم أدركهم فرعون وجنوده عند البحر وظن أصحاب موسى- عليه السلام- أنهم مُدركون!

مَن الذي شقّ البحر لموسى- عليه السلام، فنجا وأتباعه، وهلك فرعون وجنوده؟ هل مرت بك قصة السرية التي أرسلها النبي- عليه الصلاة والسلام بقيادة أبو عبيدة بن الجراح، فساروا حتى نفد الطعام منهم، وأوشكوا على الهلاك - وكان مسيرهم على طريق الساحل - فوجدوا حوت العنبر ميتاً على الساحل، فأكلوا منه عشرين يوماً حتى سمنوا!

هل سألت نفسك من الذي أخرج لهم ذلك الحوت من البحر؟

هل قرأت قصة يوشع بن نون - فتى موسى عليه السلام - الذي خرجَ مجاهداً في سبيل الله لتحرير بيت المقدس من الجبّارين، فوصل المدينة عصر الجمعة، فخشي أن تغيب الشمس وتحل عليهم ليلة السبت، فلا يتمكن من القتال - لأنه مُحرّم عليهم القتال يوم السبت - فقال للشمس: «أنت مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها عليّ»، فحُبست حتى فتح الله عليه.

فمن الذي حبس الشمس فلم تغب؟

بل تأمل الصمود الأسطوري لأهل غزة بعد مرور أكثر من 11 شهراً، أمام آلة التدمير الصهيونية حيث لم يترك جيش الاحتلال نوعاً من الصواريخ والقنابل إلّا واستخدمه، وبرغم أن أرض غزة أرضٌ ممهّدة لا يوجد فيها جبال ولا هضاب، ومع ذلك العدو عاجز عن هزيمة أهلها أو كسر إرادتهم!

كل ذلك إنما هو آية من آيات الله تعالى في هذا العصر.

لقد كتب الله تعالى على نفسه نصر أوليائه فقال: «وكان حقّاً علينا نصرُ المُؤمنين».

لذلك، لا أشك لحظة بأن النصر سيكون حليفاً لأهل غزة، متى شاء الله وكيفما شاء «والعاقبةُ للمُتّقين».

X: @abdulaziz2002


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد