: آخر تحديث

أين الحكومة من هذه الدعوات؟

12
12
10

ورد في موقع «قناة العربية نت» بحث للزميل كمال حبيب، تعلّق بعشرة كتب تضمنت أفكاراً تدعو صراحة، تحت مسميات مختلفة، إلى العنف في سبيل الحاكمية والدفاع عن أراضي المسلمين، وتطبيق الشريعة الإسلامية.

* * *

منذ أن ظهرت «داعش» للوجود، وهي المنظمة الدينية المتطرفة، التي سبقتها العشرات في التاريخ الإسلامي، تحت مختلف المسميات، وأنا أقول إنها تأسست ونمت وانتشرت، لأن في عقل كل مسلم تقريباً، أو أغلبهم، ما يتجاوب مع ما تدعو له، خاصة أنه لا جهة دينية ذات اعتبار كفّرتها، فهي لم تأتِ بجديد، ولم تقترف خطأ واحداً خارج ما ورد في كتب الفقه والسيرة حسب اعتقادها وتفسيرها، وبالتالي ليس مهماً معرفة الدولة التي تقف وراءها، فالخطر لا يأتي منها، بل من اقتناع قطاعات واسعة، داخل السلطة وخارجها، وضمن المؤسسة الدينية بالذات، بصواب مواقف «داعش»، مهما كانت درجة تطرفها، طالما أنها لم تخرج عن الإجماع، وأعمالها تصب في مصلحة الإسلام والمسلمين.

أسست الكتب، التي رصدها الباحث حبيب، وكرّست للاغتيالات والتفجير والتكفير والقتل وسفك الدماء وإزهاق الأرواح، بزعم الجهاد وإقامة الدولة الإسلامية، وانتشرت مع نشأة جماعة الإخوان في بدايات القرن العشرين.

وهذه الكتب هي: «المصطلحات الأربعة» للمودودي، و«معالم على الطريق» لسيد قطب، و«رسالة الإيمان» لصالح سرية، و«الفريضة الغائبة» لمحمد عبدالسلام فرج، و«رفع الالتباس عما جعله الله إماماً للناس»، لجهيمان العتيبي، و«الدفاع عن أراضي المسلمين» لعبدالله عزام، و«الجامع في طلب العلم الشريف» لسيد إمام، و«فقه الدماء» لأبي عبدالله المهاجر، و«إدارة التوحش» لأبي بكر ناجي، و«الدار والديار» لحلمي هاشم.

وبيّن الإخواني سيد قطب في كتابه ضرورة أن يكون هناك تنظيم عسكري يدافع عن الحركة، وهي في سبيلها الدعوي، كما حدث عام 1954. ولذا تجد الكتاب في أغلب صفحاته يتحدث عن التجمع العضوي الحركي المنظم والعصبة الموازية للمجتمع، التي تستعلي عليه باعتباره وطناً وداراً للحرب، لأنه لا يطبق الشريعة، بداية من السلطة الحاكمة حتى القوى الداعمة لها، بما في ذلك الأزهر والمجتمع كله.

وفي حقبة السبعينيات تشربت الحركات الإرهابية أفكار سيد قطب، وتأسست معها الجذور واللبنة الأولى للتيار السلفي، وتعد حركة «الفنية العسكرية» أول من تبنت «الجهاد» بمعنى التغيير بالقوة المسلحة، واعتبرت من لا يطبق الحكم بالشريعة مرتداً.

كما صدر كتاب «الفريضة الغائبة» لفرج، الذي دعا إلى الجهاد بمعنى القتال، لإنجاز مشروع الدولة الإسلامية، التي ستقضي على مؤسسات الدولة العلمانية الجاهلية.

وصدرت قبل وبعد ذلك كتب أخرى تعمّق فكرة العنف لتطبيق الشريعة الإسلامية و«الجهاد» لتغيير الأنظمة، واعتبروا المجتمعات ذات الأغلبية المسلمة غير مسلمة، باعتبارها تقيم في دار ردة وكفر، ولا تحتكم بالشريعة بل بقوانين الكفر.

كما صدر كتاب «إدارة التوحش.. أخطر مرحلة ستمر بها الأمة»، لأبوبكر ناجي، وأصبح بمنزلة قاعدة للدم والعنف خارج نطاق التصور الإنساني والأحكام الدينية والقوانين المدنية، وحتى الفطرة البشرية.

أما كتاب «مسائل من فقه الجهاد»، فقد كان مصدر إلهام للزرقاوي في العراق.

الخطير أن هذه الكتب يمكن الحصول على الكثير منها في أغلبية الدول العربية والإسلامية، ومنها الكويت، ومع هذا لم تصدر قوائم تحظر نشرها، أو يسمح بوضع كتب مضادة لها، والجميع متنعم بظل الإخوان والسلف، وساكت عن تمددهم اليومي في كل مرافق الدولة.


أحمد الصراف 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد