لا شك أن محاولة اغتيال ترمب ستلقي بظلالها على الانتخابات الأمريكية، وسنقرأ ونسمع الكثير من التعليقات والتحليلات لعدة أشهر !
سيستفيد منها ترمب في إعادة تكوين صورته كمرشح لدى الكثير من الناخبين المترددين، وهم الشريحة الحاسمة في هذا السباق الانتخابي المتقارب، فقد برزت صورته وهو ينهض رافعاً قبضته بمظهر القائد القوي، كما عززت خطابه السياسي المحذر من ارتفاع معدلات الجريمة وتزايد العنف وتراجع الأمن، كما أن اتهامات خطاب الكراهية الذي لطالما اتهمه به خصومه سينقلب عليهم الآن، فمثل هذه الجريمة يسهل ربطها بخطابات التحريض والكراهية التي كرّسها خصومه ضده، خاصة حملة الرئيس بايدن والإعلام اليساري !
ستوحد الحادثة الجمهوريين خلف ترمب وستزيد من شكوك وانقسامات وخلافات المعسكر الديمقراطي، لكنه وهو الأهم ستكسبه تعاطف شرائح واسعة من الشعب الأمريكي، الذي يتأثر غالباً وتاريخياً بمثل هذه الأحداث، بل إن هناك أصواتاً بدأت تتحدث عن العناية الإلهية بترمب !
الأكيد أن هذا الحدث سيمنح حملة ترمب الانتخابية زخماً شديداً على مستوى القاعدتين الشعبية الموالية والمستقلة قد يكون حاسماً في فوزه بالبيت الأبيض، وربما يمتد أثره إلى نتائج انتخابات الكونغرس، بينما سيجد الديمقراطيون أنفسهم في حالة ارتباك تزيد من انقساماتهم حول دعم أو استبدال الرئيس بايدن !
باختصار.. دخل ترمب التاريخ السياسي الأمريكي بفوزه بفترته الرئاسية الأولى، وتكرّس صورته القوية عقب تعرضه لإطلاق النار مكانته في واجهة هذا التاريخ إلى الأبد !