لدى دولة الإمارات علاقة وثيقة بجمهورية الصين الشعبية تمتد لسنوات طويلة، حيث كان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أول رئيس دولة بمجلس التعاون لدول الخليج العربية يقوم بزيارة لجمهورية الصين في عام 1990، حيث شهدت العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين تعاوناً وثيقاً في مجالات عدة بما في ذلك التجارة والاستثمار والطاقة والبنية التحتية.
وهذه العلاقات بدأت منذ عام 1984 وذلك بفضل السياسة الحكيمة التي أرسى قواعدها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهي قائمة على مبدأ التعاون والتعايش السلمي مع دول العالم.
وقد شهدت العلاقات الثنائية بين البلدين تطوراً ملحوظاً في شتى مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والتكنولوجي والثقافي، حيث أصبحت نموذجاً يحتذى به للعلاقات التي تربط بين شعوب العالم، وهناك حرص كبير من المسؤولين في كلا البلدين على استمرارها على كافة المستويات.
وتعتبر الصين شريكاً استراتيجياً مهماً للإمارات في العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وهناك تعاون مشترك في مجالات البنية التحتية والطاقة المتجددة والتكنولوجيا والابتكار، كما قام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بعدد من الزيارات التاريخية إلى بكين في الفترة من 2009 إلى عام 2019، وقد حققت تلك الزيارات نجاحات متعددة وأضافت نوعية جديدة في حجم الشراكة والتكامل مع هذا العملاق الآسيوي الذي يعتبر اليوم أكبر القوى الصاعدة في العالم على مستوى الاقتصاد والسياسة والتنمية البشرية والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية والفضاء والنقل وغيرها، ولا تزال تلك العلاقات مستمرة وقائمة على الثقة العالية لدى القيادتين في صنع مستقبل يستند إلى موروث تراكمت إنجازاته على مدى أكثر من ثلاثة عقود من المصالح المتبادلة.
الزيارة التاريخية التي قام بها صاحب السمو رئيس الدولة إلى الصين، والتي اختتمها سموه بالأمس، تؤسس لمرحلة جديدة للعلاقات بين البلدين، تقوم على تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري، وتطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات، ومن أبرزها الطاقة والتكنولوجيا والتعليم والثقافة، لتمد جسور التواصل الاقتصادي والثقافي والسياحي بين البلدين إلى آفاق جديدة.