علامة الهوية الوطنية التي تركز عليها دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي لجهة إدخال البرامج الثقافية والتراثية والعادات والتقاليد والانتماء والقيم في المدارس وعلى وجه الخصوص المدارس الخاصة، أمر مهم لدورها في تعزيز هذه العناصر لدى الطلبة من بداية الصفوف الأولى، والعمل على تنميتها بشكل تدريجي سواء من قبل إدارات المدارس والمعلمين أو الطلبة أنفسهم.
ثلاثة محاور رئيسية تركز عليها علامة الهوية الوطنية هي: محور المواطنة الذي يشمل الانتماء والتطوع والحفاظ على البيئة، ومحور الموروث الثقافي ويشمل التاريخ والتراث واللغة العربية، ومحور القيم ويشمل الاحترام والتعاطف والتفاهم العالمي، وهي عناصر مهمة من الطبيعي أن يلم بها الطالب وتكون حاضرة لديه في تفاصيل حياته اليومية.
نتائج عملية التقييم التي أعلنت عنها دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي مؤخراً، التي شملت 153 مدرسة أظهرت أن 33 مدرسة حصلت على تقييم ضعيف، وهذا يعني أن مستوى عناصر الهوية الوطنية لدى الطلبة في هذه المدارس دون المستوى، وهذا تتحمل مسؤوليته في الدرجة الأولى إدارات هذه المدارس التي تعتبر مقصرة في هذا الجانب. الأمر يندرج أيضاً على المدارس التي حصلت على تقييم مقبول وعددها 79 مدرسة، وهذا يعني أن 112 مدرسة من إجمالي 153 مدرسة عليها ملاحظات عديدة في موضوع الهوية الوطنية.
الاهتمام بالهوية الوطنية في المدارس مطلب حيوي وضروري بغض النظر عن عدد الطلبة الإماراتيين في هذه المدارس، فهي ليست مقتصرة فقط على الطلبة المواطنين وإنما تشمل جميع الطلبة، فمن الطبيعي أن يكون الطالب ملماً ولديه المعلومات الكافية عن عادات وتقاليد وتاريخ البلد الذي يعيش فيه إلى جانب غرس مفاهيم الانتماء والتطوع والمشاركة الإيجابية في الحفاظ على البيئة وغير ذلك، وبالتالي فإن جميع المدارس بلا استثناء مطالبة بمواصلة تطوير برامج الهوية الوطنية والاهتمام بها وإيصالها بكل سلاسة للطلبة بمختلف فئاتهم الدراسية.
كيف تتعامل دائرة التعليم والمعرفة مع المدارس التي حصلت على تقييم ضعيف ومقبول، مع العلم أن نسبة كبيرة من هذه المدارس رسومها الدراسية السنوية مرتفعة بشكل لافت، مع الأخذ في الاعتبار أن هذا التقييم مختلف عن برنامج ارتقاء الذي يتم في ضوئه تحديد نسب الزيادة في الرسوم الدراسية السنوية المسموح بها لكل مدرسة بناء على نتائج التقييم، فمن الطبيعي أن يتم ربط الرسوم الدراسية ونسب الزيادة المسموح بها بنتائج تقييم علامة الهوية الوطنية، واتخاذ إجراءات تجاه المدارس المقصرة في غرس مفاهيم الهوية الوطنية لدى طلابها.