انسجاما مع رؤية السعودية 2030 للتعزيز من مستوى جودة الحياة بالمملكة العربية السعودية، تأسست الهيئة العامة للترفيه في عام 2016 لتُعنى بتنظيم وتنمية قطاع الترفيه في المملكة وتوفير الخيارات والفرص الترفيهية لكافة شرائح وأفراد المجتمع بجميع مناطق المملكة، وكذلك لإثراء الحياة ورسم البهجة والفرحة على محياهم، ولتقوم أيضاً بتحفيز دور القطاع الخاص في بناء وتنمية نشاطات الترفيه.
منذ أن أنشئت الهيئة وهي تحفل بالإنجازات المتلاحقة والمتتابعة، التي صَنعت فارقا بقطاع الترفيه في المملكة بتحويل القطاع من مجرد قطاع للترفيه إلى قطاع مهم جداً لدعم الاقتصاد الوطني، من خلال تعزيز الإيرادات غير النفطية وخلق الوظائف للمواطنين من الجنسين.
ولعل ما يؤكد على دعم قطاع الترفيه للاقتصاد الوطني، فقد وصل إجمالي عدد زوار موسم الرياض منذ انطلاقته في أكتوبر الماضي، إلى 18 مليون زائر من مختلف أنحاء العالم، فيما شهدت مناطق الموسم منذ انطلاق فعالياته إقامة مجموعة فعاليات لافتة، من بين أبرزها نزال أشرس رجل في العالم.
كما واستحدث موسم الرياض هذا العام "وندر جاردن" التي تُعد أكبر مدينة ترفيهية متنقلة بمساحة نصف مليون متر مربع، مناسبة لجميع أفراد العائلة من خلال تقديم تجارب ترفيهية عالمية حديثة، وكذلك تجارب جديدة مثل ليتل كريزي المستوحاة من القصص الخيالية، وهوانم قروفز ستي الشرقية العربية.
تجدر الإشارة إلى أن قطاع الترفيه قد حقق في العام الماضي نتائج مبهرة، بزيادة وإقبال الزوار من داخل المملكة وخارجها، حيث أعلنت الهيئة العامة للترفيه أن حصيلة عدد الزوار للفعاليات والأنشطة الترفيهية خلال العام المنصرم، قد بلغ عددهم أكثر من 72 مليون زائر بزيادة 17 % مقارنة بعام 2022، فيما بلغ عدد التراخيص الصادرة أكثر من 6 آلاف ترخيص، منحت في 117 مدينة، في حين قد بلغ عدد الفعاليات المصرحة 5406 فعاليات بأنواعها في الفعاليات الترفيهية والعروض الترفيهية والعروض الحية في المطاعم والمقاهي، كما وتم الترخيص لـ 230 وجهة ترفيهية بنسبة زيادة 46 % مقارنة بالعام 2022.
وفيما يتعلق بنمو القطاع من حيث عدد الشركات العاملة فيه، فجاءت الزيادة بنسبة 150 % من 3544 شركة في 2022 إلى 8873 شركة في العام الماضي، فيما بلغت زيادة نسبة عدد المنشآت المتخصصة في قطاع الترفيه 149 % مقارنة بالعام 2022 من 1687 منشأة إلى 4159 منشأة في العام الماضي.
الهيئة العامة للترفيه، أشارت إلى أنه جرى استحداث عدد من الخدمات وتطويرها عبر بوابة الترفيه الإلكترونية، بما في ذلك تطوير إجراءات العمل لتسهيل رحلة الحصول على التراخيص، إضافة إلى المواءمة مع 50 جهة حكومية كان من ضمنها الانتهاء من الربط التنظيمي مع وزارة التجارة.
جدير بالذكر أن الهيئة العامة للترفيه قد حققت أرقاما قياسية خلال الأعوام الخمس الماضية، حيث بلغ عدد حضور الفعاليات أكثر من 75 مليونا، وعدد أيام الفعاليات أكثر من 26 ألف يوماً، أما عن العائدات المالية المتحققة، فقد تجاوزت الـ"مليار" ريال.
باعتقادي أن ما مَكن الهيئة من تحقيق تلك الأرقام غير المسبوقة في قطاع الترفيه، هو تنوع الفعاليات التي ناسبت مختلف رغبات وتطلعات الفئات العمرية، وبالذات الفعاليات التي تضمناها موسم الرياض وبوليفارد رياض سيتي، اللذان هدفا إلى تحويل مدينة الرياض إلى وجهة ترفيهية عالمية وفقاً لأهداف برنامج جودة الحياة.
كما أن مدن ومناطق المملكة الأخرى، قد ساهمت بشكلٍ كبير وملحوظ إلى جانب مدينة الرياض في دعم قطاع الترفيه في المملكة بشكل خاص والقطاع السياحي بشكل عام، سيما وأن مدن المملكة ومناطقها تتمتع بأجواء تضاريسية وبيئية ومناخية متنوعة تجذب الزائرين والسائحين من الداخل والخارج.
أخلص القول؛ إن قطاع الترفيه في المملكة، ليس مجرد ترفيه، حيث قد تخطى أهداف الترفيه وحققها، بل وتجاوزها ليصبح قطاعاً نشطاً محركاً وداعماً للنمو الاقتصادي بالمملكة ولقطاع السياحة كذلك، الذي حقق هو الآخر، أرقاما قياسية لافتة، أشادت بها منظمات دولية سأتناولها بالتفصيل في مقال آخر قادم بإذن الله.