: آخر تحديث

"بريكس" الموسعة صوت أقوى في المشهد العالمي

10
9
8
مواضيع ذات صلة

اعتباراً من الأول من كانون الثاني (يناير) الجاري، توسعت مجموعة "بريكس" التي تضم الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، لتضم خمس دول جديدة هي السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومصر وإيران وإثيوبيا. وبذلك يزداد الوزن الدولي لهذا التجمع الذي يطمح إلى أن يكون صوت الجنوب العالمي.

 
باتت "بريكس" منصة مهمة للتعاون بين الاقتصادات الناشئة والدول النامية. وكان الهدف من مضاعفة أعضائها زيادة قوة المجموعة على الساحة الدولية.
 
وكانت المجموعة في الأصل من ابتكار كبير الاقتصاديين في بنك غولدمان ساكس جيم أونيل عام 2001، وتأسست الكتلة كنادٍ غير رسمي لأربع دول هي روسيا والصين والهند والبرازيل. ثم توسعت عام 2009 لتضم جنوب إفريقيا.
 
وفي آب (أغسطس) الماضي، وافق أعضاء بريكس خلال قمتهم في مدينة جوهانسبرغ الجنوب أفريقية على اقتراح بقبول عضوية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومصر وإيران والأرجنتين وإثيوبيا اعتباراً من الأول من كانون الثاني (يناير) 2024. لكن الرئيس الأرجنتيني الجديد خافيير ميلي الذي فاز بالانتخابات في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، أعلن الأسبوع الماضي أن بلاده لن تنضم إلى "بريكس".
 
وأتى الرفض الأرجنتيني بمثابة نكسة للرئيس البرازيلي لويس إيناسيو "لولا" دا سيلفا الذي كان اقترح ضم الأرجنتين إلى هذا النادي من أجل تقوية موقع أميركا الجنوبية في المجموعة. لكن فوز ميلي الشعبوي والمؤيد القوي للاقتصاد الليبرالي، أحبط جهود دا سيلفا.
 
وبريكس الموسعة تضم 3.5 مليارات نسمة، وما يصل إلى 28 في المئة من إجمالي الاقتصاد العالمي.   
إن نمو المجموعة قد يشكل نقلة في المشهد الجيوسياسي، على رغم من أن المحللين لا يزالون غير متأكدين من التوسيع سيساعد بريكس أم يشكل عائقاً أمامها.
 
بعض الخبراء يرى أن الخلافات داخل المجموعة من الممكن أن يضعف عملية اتخاذ القرار وقوة بريكس في الإجمال.
 
ومع ذلك، تأمل دول بريكس في أن يساهم التوسيع في حضور أوسع للاقتصادات الناشئة وفرصة للابتعاد عن التعامل بالدولار.
 
وفي آب، دعا الرئيس البرازيلي الدول الأعضاء إلى اعتماد عملة مشتركة للتجارة والاستثمار في ما بينها.   
وتولت روسيا رئاسة المجموعة اعتباراً من الأول من كانون الثاني خلفاً لجنوب إفريقيا التي تولت الرئاسة عام 2023. وتحت شعار "تعزيز التعددية من أجل تنمية اقتصادية متساوية وآمنة"، ستستضيف روسيا القمة السنوية للمجموعة في مدينة كازان في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.    
 
وسبق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن وعد بأنه يخطط لزيادة دور بريكس في النظام المالي الدولي، وبأنه "لن يدخر جهداً لضمان... وتسهيل دمج الأعضاء الجدد" في نشاطات المجموعة. وأكد أن "ضم السعودية والإمارات ومصر وإيران وإثيوبيا إلى بريكس مؤشر قوي إلى السلطة المتزايدة للمجموعة ودورها في الشؤون الدولية".
 
وعلى الرغم من أن توسع بريكس يمكن أن يساعد على تحولها إلى قائدة للجنوب العالمي، فإن توترات قديمة بين الدول الأعضاء قد تقسم المجموعة إلى تلك التي تطالب بتحقيق توازن مع الغرب، ولا سيما من قبل الصين وروسيا، والان إيران- وتلك التي ترغب في الاستمرار بتعزيز العلاقات الوثيقة مع الولايات المتحدة وأوروبا.
 
والصين ذات الثقل الكبير في بريكس، تدعو منذ وقت طويل إلى توسيع المجموعة في الوقت الذي تسعى فيه إلى تحدي الهيمنة الغربية، وهذه استراتيجية تتشارك فيها مع روسيا.  
 
أما الأعضاء الآخرون في بريكس، فإنهم يدعمون تعزيز قيام نظام عالمي متعدد القطب. وتؤيد البرازيل والهند قيام علاقات أقوى مع الغرب. ويرفض دا سيلفا فكرة أن تسعى بريكس إلى خوض غمار المنافسة مع مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.