أكتب هذه المقالة ليس عن بدر بن عبدالمحسن، أكتبها له، الناس ليسوا بحاجة لأن يعرفوا عنه، وليسوا بحاجة إلى معرفة كم أحب وأقدر هذا الشاعر، أنا التي أحتاج أن أعبر وأن أوصل له هذا الصوت، صوتي وأنا أقول: يا سمو الأمير، أحب شعرك، وكبرت على كلمات الأغاني المختلفة، التي علمتني كيف يمكن لأغنية أن تطربك أكثر من غيرها من الأغاني لأن كلماتها فيها معانٍ جديدة، صور عظيمة، تمكنك من أن تطرب لها بنفس قدر طربك من اللحن وصوت المغني.
لا أملك جديدا أقوله عنه، لكن أريد أن أقول له: كنت أستمع إلى عطني المحبة وأنا طفلة، وأنا مراهقة وكغيري من المراهقات في ذلك الوقت ووقت طويل بعده، كان البدر يمثل لنا معنى الرجولة، أمير وشاعر وجميل، هو الكمال كما شاء الله له أن يكون، سبحان الخالق لبهاء الطلعة، الذي قدر له أن يكون أميرا، لكن، الشاعر، هذه الميزة التي أضافها هو لنفسه، وأن تكون شاعرا، ليس الأمر سهلا، الشعراء يعرفون.
حين تستمع إلى حواراته، تعرف كيف هو الشعر همه، والوصول إلى الصورة الجديدة والمعنى المبهر هو غايته، كتابة القصيدة المذهلة هي غاية الشاعر، الإجادة مسألة مفروغ منها، ومع شاعر كالبدر تصبح شيئا معتادا عليه، لكن، أن تكتب المتجاوز، أن ترى لمعة الانبهار في عيون المتلقي، وقبلها أن تراها في عينيك أنت الكاتب، هذه هي الغاية، غاية الشاعر، ونحن وصلنا هذا الشعور معه في قصائد لا يمكن أن نحصيها.
كبرت وأنا لا يغادرني شعور الإعجاب بهذا الشاعر العظيم، وكم مرة أردت أن أكتب، هناك أشخاص أكبر بكثير مما تريد أن تقول، لا تملك الكلمات التي تستطيع بها أن تحيط بالمكانة والتقدير الذي تحمله لهم في قلبك، تتردد كثيرا كثيرا، ثم في النهاية تقرر أن تكتب، بشكل متلعثم يردد لسانك، هو الشاعر سيفهم معنى أن يكون الشعور أكبر من كلماتك.
بعدد قصائد الحب التي كتب، والسعودية والفخر الذي كتب، والشموخ والعز الذي كتب، والضعف والحنان الذي كتب، أقول له نحن نحبك، أنا واحدة من جمهورك العريض، الجمهور الذي نلته بصدق كلماتك، أنت خلقت محبيك بالجميل الذي صنعته في شعرك وخلقك، الناس تعجب في الشاعر الذي يكتب شعرا جميلا، لكنها تحب الشاعر العظيم النبيل الصادق، تعرفه حتى عن بعد. وأنا عرفتك عن بعد وأحببتك.
وهذه رسالتي لك في هذه المقالة.. شكرا لأنك بدر بن عبدالمحسن، شكرا للشعر وشكرا لما يمثله شخصك في الحياة.