في دورته السادسة والثلاثين والتي ينظمها مركز الدعوة الإسلامية في أمريكا اللاتينية بمدينة ساوباولو البرازيلية بالتعاون مع وزارة الشؤون الاسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية، شارك مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي في مؤتمر أميركا اللاتينية ودول البحر الكاريبي تحت شعار «الأسرة المسلمة بين قيم الإسلام والتحديات المعاصرة».
خلال الفترة 17-19 نوفمبر الحالي (2023) شارك بالمؤتمر أكثر من 100 شخصية من 30 دولة من دول أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي والدول العربية والإسلامية، المملكة العربية السعودية ومصر وفلسطين والبحرين والأردن ولبنان والإمارات والكويت وعمان وتركيا وروسيا الاتحادية وألمانيا والبرتغال، فقد حضر الافتتاح والجلسات مجموعة من الوزراء والسفراء والعلماء والقضاء والخطباء والوفود الرسمية والباحثين والمختصين من مختلف دول العالم، وذلك لتعزيز مكانة الأسرة بالمجتمع، والدعوة للتمسك بالقيم والمبادئ في ظل العولمة البشعة التي يشهدها العالم، وآثرها السلبية من تفكك وضياع ومثلية ومخدرات وجريمة.
وشارك بالمؤتمر الشيخ عواد العنزي وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية، والشيخ أحمد علي الصيفي رئيس مركز الدعوة والإرشاد بالبرازيل ودول البحر الكاريبي، والسيد محمود الهباش قاضي قضاة فلسطين ومستشار الرئيس الفلسطيني، وإبراهيم الزبن سفير فلسطين في البرازيل، والدكتور محمد بشاري، والمحامي البرازيلي إدواردو كوستا، والشيخ نفيع عشيروف، والشيخ محمد البقاعي، والدكتور عبدالحميد متولي، والشيخ عبدالرحمن توفيق إبراهيم، والدكتور محمد البداح، والسيدة شيرلي فرانكو دي الشامي، والشيخ أسامة الزاهد، والدكتور عبدالغفور بدوي، والشيخ جمعة محمد، والدكتور محمد بن فهد يوسف، والدكتور علي يحي حدادي، والشيخ فادي الجعفراوي، والدكتور جهاد سمور، والقاضي ماهر خضير، والأستاذ وليد رباح، والمطران عبدالله يوليو، والشيخ حسام البستاني، والشيخ أمين الكرم، والدكتورة كازيا بهاتوس، والدكتور محمد علي العبداللطيف، والسيد عبدالواحد نيازوف، والدكتور عبدالله دخيل الجديع.
وقد شهد المؤتمر حضورًا كبيرًا منذ يومه الأول لما له من أهمية كبرى لدى الأقليات بالمجتمع اللاتيني، فقد طرحت الكثير من الدراسات والأبحاث على سبعة محاور حول مكانة الأسرة في الإسلام واهميتها، والبناء العقدي والفكري والاجتماعي لها، والحقوق المتبادلة بين الوالدين والأبناء والازواج، والتحديات التي تواجهها الأسرة المسلمة في مجتمع الاقليات، وسبيل مواجهة التحديات، وندوة خاصة عن القدس والتحديات.
وقد تفاعل الحضور مع الجلسات النقاشية والتي استمرت على مدى ثلاثة أيام، وكانت نقاشات ساخنة لما تتعرض له الأسرة اليوم من تحديات معاصرة، وقد تم استعراض نماذج من الأسر المتمسكة بالقيم والمبادئ والأخرى التي تأثرت بسبب التحديات المعاصرة، وجاءت كلمة مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي في افتتاح أعمال المؤتمر والتي تناولنا فيها دور الأسرة المسلمة بين قيم الإسلام والتحديات المعاصرة، ومكانة الأسرة بالمجتمع البحريني والمكاسب التي حققتها في عهد صاحب الجلالة الملك المعظم حمد بن عيسى آل خليفة، ودور مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي من خلال إعلان مملكة البحرين في تعزيز التعايش الأسري والمجتمعي، وتم أسناد الجلسة الأولى بالمؤتمر لمملكة البحرين وذلك تقديرًا وتشريفًا للدور الكبير الذي تقوم به البحرين في تعزيز التعايش السلمي.
وخرج المؤتمر بمجموعة من التوصيات وأبرزها، التعريف بمفهوم الأسرة في الإسلام، وإبراز أهميتها، نشر العلم بالمقاصد الشرعية للأسرة والمتمثلة في تنظيم العلاقة بين الجنسين وحفظ الأنساب والأعراض، وصيانتها من الانحراف، والإحصان والعفاف، وتحقيق السكن والاستقرار، وعمارة الأرض وغيرها من المقاصد، تعليم الأحكام الشرعية الخاصة بالأسرة المسلمة وبخاصة حقوق الآباء والأولاد وحقوق الزوجين، الاهتمام بغرس قيم الدين الإسلامي في نفوس الناشئة، والحث على الشعور بمراقبة الله، ونشر الضوابط الأخلاقية داخل الأسرة والمجتمع، توعية الأسر المسلمة في مجتمع الأقليات المسلمة بأهمية الزواج والتبكير به، تشجيع المقبلين على الزواج من الجنسين بأخذ دورات تدريبية عن الحياة الزوجية وحقوق وواجبات كل منهما، وأدان المؤتمرون عمليات القتل الجماعي والمذابح والتهجير الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة، وتحميل المجتمع الدولي ومؤسساته المسؤولية التامة عن حماية الشعب الفلسطيني والمستشفيات وسيارات الإسعاف والمدارس، بالإضافة إلى مجموعة من التوصيات حول الأسرة المسلمة بأمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي.
يأتي مؤتمر البرازيل السادس والثلاثين بعد تدشين إعلان المملكة والذي تم في 19 ديسمبر 2020 بالعاصمة البرازيلية (برازيليا) برعاية الرئيس السيد جايير بولسونارو، والتي على إثرها قام بزيارة البحرين في 16 نوفمبر 2021.

