: آخر تحديث

موت الحروب

11
9
12
مواضيع ذات صلة


موت الحروب التقليدية الأرضية، إلى وقت ليس بعيداً من الآن، لن يكون العالم في حاجة إلى طائرات ودبابات وصواريخ عابرة للقارات في الحروب أياً كانت جغرافيات هذه الحروب أهلية أو إقليمية أو دولية. لن تكون هناك حاجة إلى جيوش واقتحامات مسلحة ميدانية، وسوف يتحول العالم إلى الحرب السيبرانية غير المكلفة على صعيد المال والأرواح، فقط فرق عمل كمبيوترية وخبراء اختراق للحواسيب، وهؤلاء ليسوا مكلفين أيضاً، وأغلبهم شباب يدفعهم فضولهم وحماسهم العمري والثقافي إلى المغامرة والاختراق.


إذا أردت أن تتأكد من صدق هذه الفقرة أعلاه، فاقرأ أو عد إلى قراءة كتاب «المنطقة المعتمة» للصحفي الأمريكي «فرِدْ كابلان»، ترجمة: لؤي عبدالمجيد، إصدارات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت 2019.


يعود مصطلح أو مفهوم القرصنة الحاسوبية «الاختراقات» إلى منتصف القرن التاسع عشر، كما يقول «كابلان»، استناداً إلى تداول كلمة واحدة في القصص والمقالات التي كانت تكتب حول الحواسيب واختراقها، والكلمة هي «سيبر» أي وصف الحلقات المغلقة لأنظمة المعلومات.

كان الرئيس الأمريكي رونالد ريغان يوم السبت 4 يونيو عام 1983 مسترخياً يشاهد فيلم «ألعاب الحرب» أو «المناورات الحربية» حين خطرت للرئيس فكرة إمكانية أن يحصل للولايات المتحدة الأمريكية من اختراقات للقوات كما يحدث في الفيلم، ومن هناك، كما يقول «كابلان» بدأ الاهتمام الأمني الأمريكي بِ«السيبرانية».

وبالمناسبة، سيلاحظ قارئ الكتاب أن بذور أو جذور «السيبرانية» موجودة في أفلام سينمائية وروايات عديدة، وسوف تكون هذه المادة الثقافية والسينمائية حقلاً خصباً ومفيداً جداً لخبراء السيبرانية، إذا نظرنا إلى بحث كابلان الصحفي هذا، فهو بحث في التاريخ السري للحرب السيبرانية، جاء على شكل قصة صحفية توثيقية مشوّقة، وسنعرف أن الفن والأدب ليس بعيداً أبداً عن استغلاله من جانب خبراء وعقول استخباراتية وأمنية وسياسية في الولايات المتحدة، وفي غيرها من العالم.

اعتمدت تلك العقول الأمريكية المنشغلة بتتبع تاريخ الحرب السيبرانية على المسلسلات التلفزيونية أيضاً حين جرى إيقاف بث إحدى حلقات مسلسل «باي واتش» في موعدها، وكان يحظى بمشاهدة واسعة، كما أوجد الأمريكان طريقة أخرى لإيقاف أجهزة البث التلفزيوني حين ظهرت بعض النشرات الإخبارية على الهواء.

لا بل إن بعض المصطلحات السيبرانية نشأت من خلال بعض روايات الخيال العلمي، مثل رواية الكاتب «ويليام جيبسون» عام 1984، وهي قصة جامحة واستشرافية على نحو مخيف تتناول القتل وأعمال الفوضى والتخريب في عالم الفضاء السيبراني الافتراضي، كما وصفها كابلان.

كان مجال السيبرانية يتصاعد ويتضخم في العالم، وفي فترة رئاسة أوباما، كما يقول كابلان، كانت أكثر من 20 دولة قد شكّلت وحدات متخصصة في وسائل الحرب السيبرانية.

بدأت الدول تشن هجمات سيبرانية على بعضها بعضاً، ولم تكن تلك الهجمات موجهة ضد حواسيب البنتاغون فقط، بل كانت موجهة إلى حواسيب البنوك.. يتبع.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد