: آخر تحديث

عالم افتراضي

13
12
15
مواضيع ذات صلة

قد يبدو للوهلة الأولى أن فكرة المقال تعتمد على العالم الافتراضي، وأناقش معكم ماهية هذا العالم، وإمكانية أن يتحول إلى واقع مفترض لا افتراضي احتمالي، يداعب الخيال، مع أننا في مملكتنا جعلنا الخيال حقيقة ومازلنا ننهج هذا النهج التنموي الشامل، نتخذ من الأفكار منطلقاً لآفاق جديدة من العلاقات السياسية والاقتصادية ذات الطابع العالمي الذي يتخطى حدود المحلية، وتلك مكانة المملكة وقدرها.

في الوقت الذي تعمل فيه المملكة جاهدة على أن تصبح من أهم الوجهات الاستثمارية العالمية، والمركز اللوجستي لكثير من القطاعات والصناعات، بدءاً من البنية التحتية العملاقة التي سترتبط -بلا شك– بجميع دول الخليج العربي، فتلك الشبكة المتطورة من الطرق، مع دعمها بشبكة للسكك الحديدية تخترق الحدود وتصل إلى جميع الدول، ستساهم فيما يسمى بتنمية المدن الحدودية، في ظل الاتفاقات الدولية المتعلقة بعدم الازدواج الضريبي بين دول منطقة الخليج، إضافة لإزالة العوائق الجمركية، وهذا واقع أراه قريب المنال.

لننطلق إلى الواقع الافتراضي الذي أراه مستقبل العلاقات الاقتصادية بين أكثر من 20 دولة تتشارك الحلم المشروع، فنجد أن مصر لديها توجه كبير لإنشاء خطوط سكك حديدية تنطلق منها إلى جنوب إفريقيا، مروراً بعدد من الدول، ليساهم في فتح طريق لبضائع الدول الإفريقية وصولاً للمواني المصرية ومنها إلى أوروبا، ويتكامل هذا الطريق بطريق آخر بمحاذاة البحر المتوسط بدءاً من مصر مروراً بليبيا وتونس والجزائر والمغرب وصولاً إلى موريتانيا، بخط سكك حديدية على مواني تلك الدول تصديراً واستيراداً من وإلى أوروبا وأميركا في الغرب، والشرق وفي القلب منه المملكة العربية السعودية، ليصبح ممراً تجارياً آمناً من آسيا إلى أوروبا وأميركا، وكذلك العمق الإفريقي، ويقوم هذا المشروع الحلم على التكامل الاقتصادي بما تمتلكه دول شمال إفريقيا من ثروات، ومن ثم يتم تعمير المدن الحدودية وتحويلها إلى مناطق لوجستية، هذا الطريق سيعيد طرق التجارة بين المملكة ودول الشمال الإفريقي.

وتقوم استراتيجية هذا المشروع الحلم على تكوين كيانات اقتصادية وتكتلات وتحالفات يدعمها طريقان أحدهما بري والآخر بحري.

إن المشروعات العملاقة تبدأ بحلم أو ربما فكرة، ومع التفكير الاستراتيجي والتخطيط الحكيم والإرادة السياسية، يصبح الحلم حقيقة، خاصة وأن تلك المشروعات جاذبة للاستثمارات الأجنبية بكثرة، إضافة لكونها مشروعات كثيفة العمالة، وتبدأ معها التنمية البشرية للقضاء على البطالة في العالم العربي أولاً، وتحقيق التنمية الشاملة في العديد من الدول، إضافة لدعم هذا المشروع لرؤية المملكة 2030 في زيادة أعداد المعتمرين والزائرين والحجاج بكثافة، تتزامن مع خطط المملكة لتنمية قطاع السياحة بأنواعها الدينية والثقافية والرياضية، إضافة لسياحة المؤتمرات والفعاليات الدولية.

ومن خلال متابعتي لدول المنطقة التي ترتبط المملكة معها بعلاقات جيدة. فهل يتحول العالم الافتراضي، إلى واقع ملموس؟

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد