: آخر تحديث

هل للإذاعة جيل؟

20
19
20
مواضيع ذات صلة


د. حسن مدن


هل يصح القول إن للإذاعة جيلاً بعينه يمكن وصفه بجيل الإذاعة، أو حتى بأجيال الإذاعة، لأن أكثر من جيل عاش زمن الإذاعة قبل أن يدخل التلفاز بشاشاته بالأبيض والأسود أولاً، ثم بالألوان، ليحلّ علينا، تالياً، عصر «ما بعد التلفزيون»، فهل كان ما قبل الإذاعة وما بعدها مختلفين في تفاصيل التلقي والتفاعل؟ سؤال تصعب الإجابة عنه بالإيجاب، فحتى الجيل الذي يولد وينشأ اليوم في زمن ال«سوشيال ميديا»، وزمن «نيتفليكس» و«يوتيوب» وكل ما في الجعبة من تطبيقات راهنة وقادمة، ليس بمنجاة من أن يسمع الإذاعة ولو عرضاً.

نقاش مثل هذا دار قبل فترة وجيزة حين أوقفت «بي. بي. سي»، أو «هنا لندن»، بثها باللغة العربية، حيث قرأنا فيضاً من الحنين إلى زمن بات ماضياً، يوم كان للإذاعات، و«بي. بي سي» إحداها أو أشهرها، حضور وصيت، لكن لا نعلم ما إذا كانت الأجيال الجديدة معنية بكل هذا الحنين، أو أنها تقرأه باسمة أو ساخرة أو مندهشة.

أسئلة نعود إليها في هذا اليوم، الثالث عشر من فبراير/ شباط، الذي يصادف اليوم العالمي للإذاعة، لعلنا ننتبه إلى أن الإذاعة ودورها حاضران حتى اللحظة، بدليل أن المنظمة الدولية المعنية بالثقافة والفنون، ونعني بها منظمة اليونيسكو لم تكتف بالاستمرار في إحياء هذا اليوم، والإبقاء عليه مناسبة للاحتفاء بالإذاعة، وإنما، أيضاً، مناقشة دورها، الذي سنفهم كم هو حاسم ودقيق، حين نعرف أن هذه المنظمة اختارت لدورة هذا العام موضوع «الإذاعة والسلام»، في ظرف دولي شديد الدقة والخطورة، تدور فيه حرب قد تكون فاصلة على المستوى الدولي، هي تلك الدائرة في أوكرانيا، والتي فيها الكثير من صفات «الحرب العالمية»، القابلة للتفاقم.

حرب أوكرانيا ليست هي الحرب الوحيدة المعنية باختيار هذا الموضوع عنواناً. هناك حروب طاحنة في أماكن مختلفة من العالم، بعضها بين دول، وبعضها بين جماعات مسلحة متناقضة ومتصارعة داخل بلدان بعينها، وفد يسأل سائل: وما علاقة الإذاعة بالحروب، حين نعلم أن للحروب أسبابها السياسية والاقتصادية والهوياتية، فحتى لو كان من يتخذ قرار حرب ما فرداً أو عدداً محدوداً من الأفراد، فإن ذلك لا يتم لولا نشوء مقدمات في المجتمع أو الإقليم الملتهب؟

جواب أو ما شابه الجواب على هذا السؤال نجده في القول التالي: «في وسع الإذاعة تأجيج الصراعات، وفي وسعها التخفيف من حدة النزاعات ومنع تصعيدها».


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.