: آخر تحديث

أول مدينة غير ربحية في العالم

41
30
36
مواضيع ذات صلة

في بداية الأمر، مشاريع البنية التحتية للاقتصاد القائمة على المعرفة ومجتمعات المعرفة الحالية ليست إلا تجسيدا للآفاق والفرص التي يراها ولي العهد في شباب المملكة. وجاءت رؤية المملكة 2030، لتعيد تشكيل الاقتصاد والمكان والإنسان بما يتوافق مع قوة اقتصادنا، وشهدنا خلال أعوام قليلة ماضية حزما واسعة من برامج متخصصة في التمكين المالي والمعرفي والتنظيمي في ريادة الأعمال، إضافة إلى التوسع في رأس المال الجريء، وتعزيز كل الممكنات اللازمة في مجالات النطاق العريض للاتصالات، وإنشاء وإعادة هيكلة لمنظومتي البحث والابتكار عبر تأسيس هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار، ولأهمية البحث والتطوير لدى ولي العهد، تم ربط الهيئة بلجنة عليا للبحث والتطوير والابتكار يرأسها بنفسه. كما أن حقوق الملكية الفكرية كان لها حظ وافر من الدعم والرعاية، ولاسيما أنها تعد حجر الزاوية في الاقتصاد المعرفي عبر تمكين المبتكرين والمبدعين على المستوى الفردي والشركات من حقوقهم، والاستفادة من نتائج البحث والتطوير والابتكار اقتصاديا، لهذا أسست هيئة مستقلة لحقوق الملكية الفكرية وفق أفضل الممارسات العالمية.
وبما أن الاقتصاد القائم على المعرفة يتطلب كثيرا من الإصلاحات والاستراتيجيات والممكنات وفي جميع الاتجاهات الربحية وغير الربحية، فإن "مدينة الأمير محمد بن سلمان غير الربحية" تأتي ضمن سياق البنى التحتية للاقتصاد القائم على المعرفة للمملكة، وبشكل محدد في مجالات دعم الصناعات الابتكارية والتعليمية والإبداعية وتأهيل قيادات المستقبل، ولاسيما أن أعمال مؤسسة الأمير محمد بن سلمان الخيرية "مسك"، تعنى بتمكين الشباب السعودي في مجالات التعليم وريادة الأعمال والعلوم والتقنية من خلال نموذج يعتمد على الشراكات مع منظمات محلية وعالمية مرموقة، بهدف بناء مجتمع قائم على المعرفة، أي أن نموذج عمل "مسك" يعمل من حيث انتهى إليه العالم.
مدينة الأمير محمد بن سلمان غير الربحية ستكون مركزا عالميا وحاضرة رقمية متقدمة في مدينة الرياض على مساحة 3.4 كيلو متر مربع، والمساحات المكتبية تقدر بـ306 آلاف متر مربع، وعدد العاملين 20 ألف موظف، كما سيتم تخصيص مساحات تقدر بـ99 ألف للتسوق والترفيه والمطاعم، وستحوي المدينة 6500 مسكن، وسيبلغ عدد السكان نحو 18 ألف نسمة.
أخيرا، مدينة الأمير محمد بن سلمان غير الربحية أول مدينة غير ربحية في العالم، وهي جزء من منظومة دعم التحول إلى اقتصاد المعرفة، وبالنظر إلى المستقبل لها انعكاسات اقتصادية من خلال تشكيل بيئة تنافسية بينها وبين مخرجات جميع الجهات التي تعمل على تعزيز تحول اقتصادنا إلى اقتصاد قائم على المعرفة، وفي الوقت نفسه ستعمل بشكل مواز مع الجهات الأخرى، لكن بطريقة أسرع وأكثر مرونة، لما تتمتع به من استقلالية تنظيمية واقتصادية، كما أنها ستزيد من مشاركة اقتصاد مدينة الرياض في الناتج المحلي وبقيمة مضافة عالية، لأن المشاريع الإبداعية والابتكارية عوائدها مرتفعة مقارنة بأي مشاريع أخرى.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد