: آخر تحديث

العيد الوطني ملحمة وفاء وانتماء

53
51
57
مواضيع ذات صلة

رمزية اليوم الوطني نستعيد تفاصيل معانيها مع قراءات تذهب عميقًا في سيرة هذا الوطن، وتقفُ عند العيد الوطني بوصفه تأريخًا لنقلة معطوفة على تاريخ مديد للدولة الوطنية البحرينية التي فتحت مسارات ومساحات للدولة الحديثة في وقت مبكر من تاريخها.

وكان يومنا الوطني منذ عقود إيذانًا بتأصيل وتعزيز نهج الدولة الوطنية بفلسفة مراكمة المكاسب على كل صعيد وبرؤى تكاملية مدروسة.

من هنا اكتسبت احتفالات البحرين بعيدها الوطني رمزية استعادة المعنى الوطني كل عام ليكون بوابة لصياغة المستقبل بروح وطنية جامعة تقرأ تاريخها بوعي عميق لتفهم حاضرها وتبني مستقبلها معتمدةً على مخزونها الوطني من إمكانات وطاقات بشرية ارتبطت بأرضها وتمسكت بجذورها لتبلور صورة «بحرين الأصالة والمعاصرة».

لذا فإننا اليوم عندما نستحضر يومنا الوطني المجيد، نستعيد ونستحضر معه كل تاريخنا البحريني بوجوه وأسماء رجاله ونسائه وأبنائه الذين حرثوا الأرض وشقوا البحر للوصول بنا إلى يومنا الوطني الذي نعتبره جزءًا من ملحمة وفاء وانتماء.

وحكاية الوفاء والانتماء ملحمة بحرينية مشهودة في تاريخها تتحدد هذه الأيام في يومنا الوطني الذي يسجل في كل مرحلة نقلةً خلاقةً واعدة في ترسيخ وتحذير الدولة الوطنية في مفهوم معادلة الأصالة والمعاصرة التي فتح لها صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة الله ورعاه مساحات واسعة في مشروع ميثاق العمل الوطني الذي كان انعطافةً وطنية غير مسبوقة في مسيرتنا الوطنية، فكان بداية تاريخ جديد للدولة الوطنية في البحرين بتأكيده وتعزيزه لدولة المؤسسات والقانون.

وبمشروع صاحب الجلالة حفظه الله ورعاه تجذَّر مفهوم الدولة الوطنية، وارتفعت وتسامقت أركانه على قواعد صلبة تتقدمها قاعدة المشاركة في أوسع معانيها وأعمق دلالتها من حيث تحمل مسؤولية بناء الوطن وبناء الدولة ومؤسساتها، فالمشاركة ليست مفهومًا ترفيًا بقدر ما هو مفهوم للمسؤولية في أدق معانيها وأكبرها، فهي تجسيد لثقة القيادة في مواطنها ومواطنيها وهي في ذات الوقت أمانة وطنية يتحملها المواطن.

وعندما نستحضر اليوم ذكرى عيدنا الوطني فإننا نستحضر معه جميع النقلات الوطنية الأبرز وفي مقدمتها ميثاق العمل الوطني المشروع الرائد وطنيًا، ونتأمل بفخر وطني واعتزاز كيف اجتزنا الصعاب وانتصرنا على التحديات بوحدتنا الوطنية المغروسة تاريخًا في هذا الوطن الذي لم يتخلَّ يومًا عن وحدته الوطنية وراهن عليها وراهن عليها باستمرار متجاوزًا كل الصعاب منتصرًا على كل التحديات.

وعندما تأرَّخ السادس عشر من ديسمبر يومًا للاحتفال والاحتفاء باليوم الوطني فإنما كان التكريس في أبعاده الحضارية يجسد يومًا للوحدة الوطنية التي كانت وما زالت إلى اليوم عنواننا الأهم في البحرين التي شمخت بوحدتنا الوطنية في كل المراحل والحقب، وذلك لأنها وحدة وطنية ليست طارئة ولكنها وحدة مسير ومصير فخابت وفشلت كل محاولات زعزعتها.

وهكذا اكتسبت الدولة الوطنية في البحرين الثبات لرسوخ الوعي بدور الوحدة الوطنية كونها عامل البقاء وعنصر الاستمرارية وهي الرافعة لبناء الدولة الحديثة دولة القانون المؤسسات التي كانت جزءًا لا يتجزأ من تاريخ البحرين منذ نشأتها الأولى حين حرص قادتها وشارك شعبها في بناء وتأسيس الدولة الحديثة منذ وقت مبكر.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد