عمرو عبد السميع
الازدواجية الكبيرة فى مواقف إمارة قطر المعلنة، إزاء مصر تجعلنا ننظر إلى الدوحة على أن لها وجهين. هما جيكل وهايد فى النظر إلى المسألة المصرية.. وآخر ملامح تلك الازدواجية كان خطاب محمد بن عبدالرحمن وزير الخارجية القطرى فى منتدى «دافوس» خلال مشاركته فى جلسة بعنوان: «رؤية مشتركة للعالم العربي» منذ أيام، إذ نفى سعى بلاده لزعزعة استقرار مصر، وقال نحن نهتم باستقرار مصر وغير ذلك ادعاءات كاذبة، وإذا نظرنا للأمر من زاوية عربية فإن استقرار مصر مهم جدا بالنسبة للمنطقة، وإذا نظرنا إليه من منظور اقتصادى فلدينا استثمارات قائمة بالقاهرة، والحرص على أن تكون استثماراتنا فى بيئة مناسبة من أولوياتنا.. وليس هناك ما يدعو إلى أن تصبح قطر عاملا مزعزعا للاستقرار فى مصر، وكل من يحاول البناء على هذه الاختلافات يحاول خلق نظرة معينة لقطر.. ولم تك هناك أى استجابة من الجانب المصرى للجلوس معنا وتقريب وجهات النظر!.
هذا الكلام من محمد بن عبدالرحمن لا يمكن وصفه إلا بأنه تعبير عن حالة نفسية انفصامية تسيطر على دولة قطر، فالحقائق الثابتة تقول بأن قطر تستهدف زعزعة أمن مصر منذ سنوات، وأنها تساند مؤامرات جماعة الإخوان الإرهابية التى عزلها الشعب عن الحكم، وتعمل على تمويلها وتمكينها من إطلاق منصات دعائية مثيرة لأكبر قدر ممكن من محاولات الهدم، والمؤامرات القطرية فى ليبيا والسودان وإثيوبيا تستهدف ـ قطعا ـ الاستقرار المصرى ومجال الأمن القومي، والمصالح المصرية وعلى رأسها المياه ومحاولة قطر بالحديث عن استثماراتها فى مصر تعتمد ـ تماما ـ على تأكدها من أن مصر لا تضرب استثمارات دولة تختلف معها سياسيا، بالإضافة إلى محاولة قطر تقديم نفسها للمجتمع الدولى على أنها تريد التفاهم مع مصر ولكن القاهرة ترفض الجلوس معها، حيث ترغب بعض الدول فى البناء على الاختلافات بين مصر وقطر وهذه ـ طبعا ـ محاولة قطرية مكتوفة لتفتيت التحالف الرباعى الذى يضم مصر مع بعض دول الخليج ضد المؤامرات القطرية ومحاولات الدوحة ضرب استقرار المنطقة كلها عن طريق دعم الإرهاب ماليا وتسليحيا وإعلاميا.. ومازالت دول المنطقة تنظر إلى تلك الحقائق فيما تدعى الدوحة نظافة يدها وبراءة الأطفال فى عينيها متبادلة قناعين أحدهما لجيكل والآخر لهايد!!