: آخر تحديث

اكتشاف أثري سعودي يتصدر نيتشر: البشر ازدهروا في الجزيرة العربية قبل 12,800 سنة

2
2
2

إيلاف من الرياض: أعلنت هيئة التراث السعودية عن اكتشاف وتوثيق مجموعة من الفنون الصخرية الضخمة في منطقة حائل، تعود إلى نحو 12,800 سنة مضت، وهي من أقدم الواجهات الصخرية المؤرخة في المملكة والعالم. جاء الإعلان ضمن ورقة علمية منشورة في مجلة Nature Communications، إحدى أبرز الدوريات العلمية الدولية.

أقدم نحت للجمل في الجزيرة العربية

الهيئة كشفت عن أقدم نحت مؤرخ للجمل على مستوى المملكة والجزيرة العربية، منحوت بدقة عالية في صخور منطقة حائل، ويُعد أحد أقدم التعبيرات الفنية المرتبطة بالحياة البرية والرمزية الثقافية للمجتمعات الأولى في شبه الجزيرة.

وبحسب ما ورد في التقرير العلمي، فإن هذه الفنون الصخرية تُظهر مهارات فنية متقدمة، وتعكس تفاعلاً ثقافيًا حيويًا بين الإنسان وبيئته في تلك الحقبة السحيقة. كما تُمثل هذه الاكتشافات دليلًا مباشرًا على استيطان بشري نشط ارتبط بالمياه والمصادر الطبيعية في صحراء النفود الكبير.

بين الجفاف والمياه: قصة الإنسان الأول

تشير الورقة المنشورة في "نيتشر" إلى أن المنطقة لم تكن مأهولة بين فترة الذروة الجليدية الأخيرة (LGM) و10,000 سنة مضت، ما يدل على مرحلة هجر سكاني قبل بدء فترة الهولوسين الرطبة. إلا أن التحليلات الجيولوجية الجديدة أظهرت أدلة على وجود البلايا (المسطحات المائية الموسمية) في صحراء النفود الكبير، بين 16 و13 ألف سنة مضت، ما يُمثل أقدم إشارات على المياه السطحية في المنطقة بعد الجفاف الشديد.

ووفق الورقة، فإن مصادر المياه العذبة ساهمت في إعادة التوسع البشري، وهو ما تُبرهن عليه المواقع الأثرية الطبقية المكتشفة، التي يعود تاريخها إلى ما بين 12.8 و11.4 ألف سنة مضت.

ثقافة حجرية ممتدة من الشام إلى الجزيرة

الدراسة تشير إلى أن المجتمعات البشرية خلال فترة الانتقال من البليستوسين إلى الهولوسين استغلت شبكة من المسطحات المائية الموسمية، ونقشت واجهات صخرية ضخمة للحيوانات البرية مثل الجمال والوعول والخيول والغزلان، محددة بذلك المواقع وطرق الوصول.

كما استخدمت هذه المجتمعات أدوات حجرية مميزة، تُظهر ارتباطات تقنية وثقافية مع شعوب العصر الحجري القديم المتأخر والعصر الحجري الحديث ما قبل الفخار في بلاد الشام، مما يعزز فرضية وجود شبكة تواصل ثقافي ومادي بين شمال الجزيرة العربية والمشرق.

توثيق علمي رفيع المستوى

تأتي أهمية هذا الكشف ليس فقط في عمره، بل في الدقة العلمية لتأريخه، حيث يُعتبر من أقدم ما تم توثيقه في منطقة الخليج، ويقدم رؤية جديدة لمسارات الهجرة والتكيف البشري في البيئات القاحلة.

 الدراسة الأصلية: Nature


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار