إيلاف من مراكش: في خطوة غير مسبوقة، قدّم ثمانية عمال يعملون في فرع شركة "ميرسك" للشحن الدولي بميناء "طنجة المتوسط 2" استقالاتهم، احتجاجًا على تورط الشركة في شحن أسلحة أمريكية إلى إسرائيل.
وتأتي هذه الاستقالات وسط ضغوط داخلية شديدة مارستها إدارة "ميرسك" على موظفيها، لحثهم على التعامل مع شحنة أسلحة يُعتقد أنها موجهة لدعم العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، بحسب ما أفادت به مصادر محلية مطلعة.
وتزامن انسحاب العمال مع رسو سفينة أمريكية محملة بالأسلحة في الميناء المغربي، يُنتظر أن تتوجه خلال أيام إلى الموانئ الإسرائيلية. وتشير المعطيات إلى أن "ميرسك" تستخدم ميناء طنجة كنقطة عبور رئيسية لهذه الشحنات منذ نوفمبر الماضي، في أعقاب رفض الحكومة الإسبانية السماح باستخدام موانئها لنقل السلاح نتيجة الاحتجاجات الشعبية المناهضة للحرب.
وكشفت صحيفة "هسبريس" المغربية أن الشركة فرضت على العمال تنفيذ عملية تفريغ الشحنة تحت التهديد، وخصّت بالضغط العاملين القدامى الذين يفتقرون لغطاء نقابي، في محاولة واضحة لإرغامهم أو التخلص منهم لاحقًا في حال الرفض.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد الغضب الشعبي ضد الدعم الغربي لإسرائيل، ما يجعل من استقالة العمال الثمانية مؤشرًا قويًا على اتساع رقعة الاعتراض، حتى داخل دوائر العمل الخاصة. ويرى مراقبون أن هذه الحادثة قد تمثل جرس إنذار لشركات دولية أخرى قد تواجه تحديات مماثلة مستقبلاً.