: آخر تحديث
جدة تستضيف محادثات أميركية مع موسكو وكييف... وترمب يدخل على خط التهدئة

السعودية تتوسّط لإنهاء أعنف حرب أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية

5
5
4

إيلاف من الرياض: هل تحمل الوساطة السعودية اختراقًا حقيقيًا في الحرب الأوكرانية؟ لقاءات فنية أميركية مع الروس والأوكرانيين تبدأ بجدة وسط مؤشرات على انفراجة قريبة

تستضيف المملكة العربية السعودية جولة ثالثة من محادثات وقف إطلاق النار في أوكرانيا، عبر اجتماعين منفصلين يُعقدان في مدينة جدة، الأول بين وفدين أميركي وأوكراني يوم الأحد، والثاني بين وفدين أميركي وروسي يوم الاثنين، في إطار جهود دولية نشطة لإيجاد نقطة انطلاق جديدة للحل السياسي بين موسكو وكييف.

ووفق ما أفادت به صحيفة "الشرق الأوسط"، فإن الاجتماعات ستُعقد على مستوى لجان فنية وتقنية، تمهيدًا لجولات لاحقة أكثر عمقًا، يُتوقع الإعلان عنها قريبًا، وسط تطلعات لتحقيق اختراق ملموس يدفع باتجاه إنهاء النزاع العسكري المتواصل منذ أكثر من عامين.

وتأتي هذه الخطوة بعد عقد السعودية لقاءات منفصلة سابقة جمعت مسؤولين أميركيين بكل من الجانبين الروسي والأوكراني، وهي محادثات ساهمت في تهيئة الأجواء لتقريب وجهات النظر، بحسب ما أكدته مصادر دبلوماسية مطلعة، مشيرة إلى أن هذه التحركات قد تشكّل فرصة حقيقية لتعزيز احتمالات السلام في واحدة من أعقد الأزمات الجيوسياسية في القرن الحالي.

وعبّر المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، عن تفاؤله بنتائج المحادثات، قائلاً في تصريحات لشبكة "فوكس نيوز": "أشعر أن (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين) يريد السلام"، مضيفًا: "أعتقد أنكم سترون في السعودية غدًا (الاثنين) تقدماً ملموساً، لا سيما بشأن وقف إطلاق النار في البحر الأسود على السفن بين البلدين. ومن ثم، ستتجه الأمور بشكل طبيعي نحو وقف شامل لإطلاق نار".

التصريحات الأميركية ترافقها جهود لتعزيز إجراءات بناء الثقة، وفق ما أعلنه مستشار الأمن القومي الأميركي، مايك والتز، الذي أشار إلى أن واشنطن تبحث مع الجانبين الروسي والأوكراني قضايا حساسة، من بينها مصير الأطفال الأوكرانيين الذين نُقلوا إلى روسيا خلال الحرب، في إطار مساعٍ إنسانية تدعم المسار السياسي.

وتعززت أجواء التفاؤل بعد سلسلة اتصالات هاتفية متبادلة، أبرزها بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، واتصال آخر بين ترمب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في خطوة عدّها مراقبون تحولًا مهمًا في دور واشنطن تجاه النزاع.

في السياق ذاته، توقّع الدكتور عبد العزيز بن عثمان بن صقر، رئيس "مركز الخليج للأبحاث"، أن تثمر جولة جدة عن نقطة تقاطع قد تُفضي إلى "حلول وسطى"، مشيرًا إلى أن استمرار الدعم الأميركي لأوكرانيا قد يشكل عنصر ضغط على موسكو لتقديم تنازلات، لكنه استدرك قائلاً إن هذا الدعم لن يعود إلى مستوياته السابقة كما كان في عهد الرئيس جو بايدن.

وقال بن صقر لـ"الشرق الأوسط" إن "المشكلة الأوكرانية تُعدّ من الصراعات الدولية المعقدة ومتعددة الأطراف والمصالح"، مشيرًا إلى أن الحل السريع غير ممكن في ظل هذا التشابك، إلا أن "الجهود السعودية تُعتبر مساهمة مهمة في تحريك المياه الراكدة، وتوفير منصة محايدة للحوار المستمر".

وأضاف بن صقر أن الصراع الأوكراني بات الآن "صراعًا على مستويين"، موضحًا أن المستوى الأول يتمثل في المواجهة المباشرة بين أوكرانيا، بدعم من حلفائها الغربيين، وروسيا، بينما يتمثل المستوى الثاني في الصراع غير المعلن بين أوكرانيا والحلفاء الأوروبيين من جهة، وإدارة دونالد ترمب من جهة أخرى، ما يعكس تعقيد المشهد وتعدد مراكز القرار المؤثرة فيه.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار