: آخر تحديث
قال إنها هشة وتفتقر إلى التواصل

أمين «التقدم والاشتراكية» المغربي: الحكومة الحالية فاقمت مشاكل البلاد

4
4
4

إيلاف من الرباط: انتقد محمد نبيل بنعبد الله، الأمين لحزب "التقدم والاشتراكية" المغربي المعارض،مساء  الخميس، الحكومة المغربية الحالية، مشددا على أنها مهما قالت، ومهما انشغلت بالنظر في مرآة الرؤية الخلفية (بمعنى الحديث عن مسؤولية الحكومات السابقة)، فإنها "فاقمت كل المشاكل التي تعرفها البلاد".
وتطرق بنعبد الله، خلال استضافته في برنامج "ضيف ميدي 1"، على قناة "ميدي 1 تي في"، إلى النقاش الدائر حول التعديل الحكومي، وتساءل "عن أي تعديل حكومي نتحدث؟"، قبل أن يقول: "التعديل لن يغير شيئا. نحتاج، اليوم، إلى تعديل في التوجهات وفي السياسات، والتحمل الفعلي لمسؤولية المشاكل التي تعيشها البلاد".

الدخول السياسي
قال بنعبد الله إن الدخول السياسي الحالي يتسم بعدم اليقين وطرح التساؤلات، متحدثا عن "هشاشة الحكومة الحالية وغيابها السياسي"، و"افتقارها للتواصل"، وعن طريقة مواجهتها لعدد من الأحداث التي وقعت أخيرا، ومن ذلك الرغبة في الهجرة الجماعية التي كانت منطقة الفنيدق مسرحا لها، أو الفيضانات التي عاشتها مناطق المغرب الشرقي، فضلا عن تراكم عدد من الأمور السلبية المتعلقة، مثلا، بغلاء المعيشة، والتردد المتعلق بالتغطية الاجتماعية، وسؤال التعليم، كما الحال مع طلبة كلية الطب والصيدلة.

ورأى بنعبد الله أن كل هذا يولد "شعورا من عدم اليقين"، و"أننا حتى وإن اعتبرنا أن هناك أمورا تم إنجازها، فلا شيء تم التواصل بخصوصه".

نتائج عكسية
عن الذي يعنيه بالغياب السياسي للحكومة، قال بنعبد الله إن الأمر، يتعلق، ومن دون تردد، بـ "أضعف حكومة" يعرفها المغرب، على الأقل خلال العشرين سنة الأخيرة. وأضاف أن هذه الحكومة، حتى وإن كانت تتكون من ثلاثة أحزاب، فهي "تفتقر إلى الكاريزما، وإلى العمق السياسي، ولا تتواصل"؛ وأنها حتى إذا فعلت ذلك، فإنها تقوم به بـ "كثير من الرغبة في تمرير مغالطات إلى المواطنين، والقول بأن الأمور بخير".
ورأى بنعبد الله أن كل هذا يؤدي إلى "نتائج عكسية"، تشمل "نقصا في المصداقية بخصوص العمل السياسي، بشكل عام". وأضاف: "هذا يؤثر علينا جميعا، كما يرفع من منسوب أزمة الثقة بين المواطنين وأوساط القرار السياسي، ويولد مثل تلك الرغبة في الهجرة الجماعية".

صور مؤلمة
بخصوص أحداث الفنيدق الأخيرة، وصورها المؤلمة، قال بنعبد الله إن حزبه عبر عن موقفه منها، مؤكدا أن الصور "مؤسفة وصادمة"، وأن هذا الحدث ليس مرتبطا بالحكومة الحالية، فقط. وأضاف: "قلنا هذا بواقعية وبشجاعة كبيرة. يتعلق الأمر بتراكم ناتج عن فشل سياسات اقتصادية واجتماعية، سابقا وحاليا. وهي سياسات لم تكن قادرة على الإجابة على انتظارات الشباب، بحيث يشعر أنه مدمج ويعيش مواطنته بشكل فعلي".

تحمل المسؤولية
وبشأن مسؤولية حزبه في التراكمات المسجلة منذ الحكومات السابقة، قال بنعبد الله إنه سبق له أن قال إن لحزبه نصيبا من المسؤولية، حتى وإن لم يكن أغلبية في الحكومات التي شارك فيها. واستدرك، بالحديث عن مسؤولية من يقود الحكومة الحالية، أي التجمع الوطني للأحرار، والذي قال عنه إنه يتحدث عن مشاكل اليوم، ويقول إنها نتاج الفترة السابقة، ويتناسى أنه كان في موقع المسؤولية الفعلية سابقا، وقاد وزارات المالية والاقتصاد والصناعة والفلاحة، وغيرها، الشيء الذي يعني أنهم هم من يفترض أنهم فشلوا سابقا، يضيف بنعبد الله.

أين ذهبت الأموال؟
تحدث بنعبد الله عن الفيضانات الأخيرة، التي ضربت عددا من الأقاليم بالجنوب الشرقي للمملكة، مشددا على أن صورها "صادمة ومؤلمة".
وتحدث بنعبد الله، في هذا الصدد، عن الاستثمارات التي سبق أن رصدت لهذه المنطقة، والتي قال إن ميزانيتها ناهزت 105 مليار درهم (10,5مليار دولار). وأضاف: "هذا مبلغ ضخم. أين ذهبت هذه الأموال؟".
وأشار بنعبد الله إلى أن هذا الحزام الجغرافي من المغرب الشرقي يتعلق بمناطق لم تستفد من التنمية مقارنة بمناطق أخرى. وأضاف: "مثل هذه الأحداث، من المفروض أن تدفع الحكومة إلى أن تتحمل مسؤوليتها السياسية، وأن تكف عن النظر في مرآة الرؤية الخلفية، وأن تقدم أشياء ملموسة للساكنة المتضررة".
ودعا بنعبد الله الحكومة إلى الكف عن خطاب أننا أنجزنا في سنة واحدة ما لم تستطع حكومة سابقة إنجازه في خمس سنوات. وتساءل: "ألا تشاهدون غلاء الأسعار والتضخم، مثلا؟".

كتلة شعبية
بخصوص الانتخابات المقبلة، وإمكانية إحياء "الكتلة"، قال بنعبد الله إنه يبقى من الصعب أن تنبعث "الكتلة" من رمادها في ظل السياق السياسي الراهن؛ غير أنه تحدث عن "كتلة شعبية"، بمعنى "حركة مواطنة" أو "حركة اجتماعية"، تجمع كل ما يتحرك داخل المجتمع، سواء تعلق الأمر بحركات ضد غلاء الأسعار، أو لأجل الدفاع عن حقوق الإنسان أو الدفاع حقوق المرأة، أو غيرها، في محاولة لإقامة شيء جديد يحظى بثقة الشباب.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار