: آخر تحديث
أمام تصاعد التوترات في بحر الصين الجنوبي

قائد أميركي يتحدث عن خيارات الدفاع والتعاون مع الفلبين

17
17
20

إيلاف من مراكش: بعدما حذرت بكين واشنطن من عواقب دعم الفلبين ببحر الصين الجنوبي، أكد قائد القيادة الأميركية في المحيطين الهندي والهادئ، الأدميرال صمويل بابارو، اليوم الخميس، أن القوات الأميركية تمتلك مجموعة من الخيارات للتعامل مع الأعمال العدائية المتزايدة في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه إذا أمرت بتنفيذها بشكل مشترك وبعد التشاور مع حليف المعاهدة الفلبين.

ورفض بابارو، الذي يرأس أكبر عدد من القوات القتالية خارج البر الرئيسي للولايات المتحدة، تقديم تفاصيل عن خيارات الطوارئ.

جاءت تصريحات بابارو ردا على سؤال في مؤتمر صحافي عما يمكن أن يفعله حليفا المعاهدة للتعامل مع ما تسمى بتكتيكات المنطقة الرمادية التي تنتهجها الصين في المياه المتنازع عليها.

وتشير "تكتيكات المنطقة الرمادية" إلى أنواع الهجوم، مثل مدافع المياه ومنع وصدم السفن المنافسة في المياه المتنازع عليها، والتي لا ترقى إلى هجوم مسلح فعلي ولا تسمح للفلبين باللجوء إلى معاهدة الدفاع المشترك الموقع مع الولايات المتحدة عام 1951، والتي تلزم كلا البلدين بمساعدة الآخر في حال وقوع هجوم خارجي مسلح.

على أهبة الاستعداد
كما قال بابارو "لقد أعددنا مجموعة من الخيارات وستقف القيادة الأميركية في المحيط الهادئ على أهبة الاستعداد، إن لزم الأمر، بعد التشاور وفقا للمعاهدة لتنفيذ تلك الخيارات جنبا إلى جنب مع حليفنا".

وأشار إلى أن تفاصيل تلك الخيارات العسكرية الأميركية من شأنها أن تسمح "للخصم المحتمل بإعداد تدابير مضادة لتلك الخيارات".

وعقد بابارو مؤتمرا صحافيا مشتركا مع قائد القوات المسلحة الفلبينية، الجنرال روميرو براونر الابن، بعد ترؤسهما اجتماعا سنويا في مدينة باجيو الجبلية شمالي الفلبين لمناقشة التحديات الأمنية والخطط العسكرية.

وشملت المناقشات مناورات "باليكاتان"- التي تعني بلغة التاغالوغ "جنبا إلى جنب"- أكبر تدريبات قتالية لحليفي المعاهدة، والتي أقيمت في نيسان (أبريل) بمشاركة أكثر من 16000 جندي أميركي وفلبيني وأقيم جزء منها في بحر الصين الجنوبي.

وردا على سؤال، أكد بابارو أن الجيش الأميركي منفتح - بعد مشاورات حول المعاهدة مع الفلبين - على مرافقة السفن الفلبينية في بحر الصين الجنوبي عقب تصاعد الأعمال العدائية بين بكين ومانيلا في المياه المتنازع عليها. ومثل هذا الاحتمال من شأنه أن يعرض سفن البحرية الأميركية لخطر الاصطدام المباشر مع سفن الصين.

طلب المساعدة
بدوره، قال براونر الابن إن الفلبين لا تزال قادرة على الدفاع عن نفسها في المياه المتنازع عليها، حيث تصاعدت الأعمال العدائية مع خفر السواحل الصيني والبحرية والسفن المشتبه بها بشكل مثير للقلق منذ العام الماضي.

كما قال للصحافيين أيضا "إذا استنفدنا جميع الخيارات ولم ينجح شيء، هذا هو الوقت الذي يمكننا فيه طلب المساعدة".

وأضاف "عندما تكون القوات الفلبينية في المياه المتنازع عليها على وشك الموت، بسبب الحظر على دخول الإمدادات الغذائية الذي تفرضه القوات الصينية، فهذا هو الوقت الذي سنطلب فيه مساعدة الولايات المتحدة". لكنه تابع قائلا "لا يزال لدينا الكثير من الخيارات".

مسار تصادمي
يشار إلى أن واشنطن وبكين دخلتا في مسار تصادمي بسبب تصرفات الصين للدفاع عن مزاعمها بالسيادة في بحر الصين الجنوبي، والهدف المعلن لبكين بضم تايوان، بالقوة إن لزم الأمر.

يذكر أن الولايات المتحدة لا تعترف بتايوان كدولة مستقلة ولكنها المورد الرئيسي للأسلحة اللازمة للدفاع عنها، ما يثير حفيظة بكين.

وكانت الجزيرة انفصلت عن الصين عام 1949 في نهاية الحرب الأهلية التي جلبت الشيوعيين إلى السلطة، بعد أن فر القوميون المنافسون إلى تايوان، حيث أسسوا حكومة هناك على بعد حوالي 160 كيلومترا عبر مضيق تايوان من الساحل الصيني.

وكانت السلطات الصينية علقت الاتصالات بين الجيشين وفي بعض المجالات الأخرى بعد زيارة رئيسة مجلس النواب آنذاك نانسي بيلوسي، لتايوان في أغسطس 2022.

إلا أن تلك الاتصالات لم تستأنف إلا تدريجيا بعد أكثر من عام، عقب لقاء شي وبايدن خارج سان فرانسيسكو في نوفمبر الماضي (2023).


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار