قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الولايات المتحدة سلمت "رسالة خاصة" إلى إيران بشأن الحوثيين في اليمن بعد أن نفذت واشنطن ضربة ثانية على مواقع للحوثي.
وأضاف بايدن "لقد سلمنا [الرسالة] بشكل خاص، ونحن واثقون من أننا مستعدون بشكل جيد" دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وقالت الولايات المتحدة إن غارتها الأخيرة في اليمن كانت بمثابة "عملية متابعة" استهدفت أجهزة الرادار.
وتنفي إيران انخراطها في هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.
ومع ذلك، يشتبه في أن طهران تزود الحوثيين بالأسلحة، وتقول الولايات المتحدة إن الاستخبارات الإيرانية تقوم بدور حيوي بما يمكن الحوثيين من استهداف السفن.
واستهدفت الغارات الجوية البريطانية الأمريكية المشتركة ما يقرب من 30 موقعا للحوثيين في الساعات الأولى من يوم الجمعة بدعم من الحلفاء الغربيين بما في ذلك أستراليا وكندا.
وبعد يوم واحد، قالت القيادة المركزية الأمريكية إنها نفذت أحدث ضربة لها على موقع رادار للحوثيين في اليمن باستخدام صواريخ توماهوك الهجومية الأرضية.
وقال متحدث باسم الحوثيين لرويترز إن الضربات ليس لها تأثير كبير على قدرة الجماعة في التأثير على سفن الشحن.
ما الذي يحدث في البحر الأحمر وما هي ردود الفعل الدولية على الهجوم الأمريكي البريطاني على اليمن؟
كيف نقرأ استهداف السفن في البحر الأحمر؟
ويعيش معظم اليمنيين في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين. وبالإضافة إلى صنعاء وشمال اليمن، يسيطر الحوثيون على ساحل البحر الأحمر.
ويعتبر الموقف الرسمي للحكومات الغربية أن الغارات الجوية المستمرة على أهداف الحوثيين منفصلة تمامًا عن الحرب في غزة. ويقولون إن الضربة العسكرية لليمن هي "رد ضروري ومتناسب" على هجمات الحوثيين غير المبررة وغير المقبولة على السفن التجارية في البحر الأحمر.
أما في اليمن والعالم العربي الأوسع، فيُنظر إليها بشكل مختلف إلى حد ما.
هناك، من يرى أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تنضمان إلى حرب غزة إلى جانب إسرائيل، منذ أن أعلن الحوثيون أن عملياتهم تأتي للتضامن مع حماس والغزوايين، بل أن هناك اعتقادا يقول إن "الغرب ينفذ أوامر نتنياهو".
ولا يزال من الممكن أن يكون لهذه الضربات الجوية تأثير مروع على الحوثيين، ومن المؤكد أنها سوف تقلل من قدرتهم على مهاجمة السفن على المدى القصير.
ولكن كلما طال أمد هذه الضربات الجوية، زاد خطر انجرار الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إلى صراع آخر في اليمن.
فقد استغرق السعوديون أكثر من ثماني سنوات لإخراج أنفسهم من هناك بعد أن تدخلوا في الحرب الأهلية في البلاد، وأصبح الحوثيون الآن أكثر رسوخاً من أي وقت مضى.
وتقول الولايات المتحدة إن نحو 15% من التجارة العالمية المنقولة بحرا تمر عبر البحر الأحمر. ويشمل ذلك 8% من الحبوب العالمية، و12% من النفط المنقول بحراً، و8% من الغاز الطبيعي المسال في العالم.
وتتهم الولايات المتحدة الحوثيين بأنهم حاولوا مهاجمة ومضايقة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن 28 مرة حتى الآن.
ومنذ ذلك الحين، أوقفت بعض شركات الشحن الكبرى عملياتها في المنطقة، في حين ارتفعت تكاليف التأمين 10 مرات منذ أوائل ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ودعمت لندن وواشنطن اسرائيل في اعقاب الهجوم الذي نفذته حماس في السابع من تشرين الاول/اكتوبر وقتل خلاله نحو 1300 شخص واحتجز نحو 240 رهينة حينها.
فيما أسفرت الحملة العسكرية الإسرائيلية الانتقامية التي شملت غارات جوية وعمليات برية ضد حماس في غزة ، عن مقتل 23843 فلسطينيًا حتى الآن، وفقًا لوزارة الصحة في غزة يوم السبت، ويعتقد أن الآلاف ماتوا تحت الأنقاض.