: آخر تحديث
التحالف البحري يحمي الملاحة وينقذ الاقتصاد العالمي

تقرير عبري: هجمات الحوثيين فرصة استراتيجية على إسرائيل استغلالها

20
20
24

يقول معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي إن بإمكان تل أبيب أن تحول التهديد الآتي من حوثيي اليمن إلى فرصة استراتيجية لضربهم والخلاص من تهديداتهم

إيلاف من دبي: منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر واندلاع "السيوف الحديدية"، تزايدت حوادث تعطيل الملاحة العالمية في باب المندب بمصر على يد الحوثيين، أحد أهم عملاء إيران في الشرق الأوسط. يقول معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي إن حوثيي اليمن يعملون من خلال قناتين متوازيتين: "الأولى هي الهجمات المتكررة بالصواريخ الباليستية والمسيرات على الأراضي الإسرائيلية، وبشكل رئيسي على مدينة إيلات، والتي تم تحييدها بنجاح حتى الآن من قبل أنظمة الدفاع الجوي لإسرائيل والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية؛ والثانية والأكثر أهمية هي تهديد الحوثيين للملاحة البحرية في باب المندب".

إضرار بالاقتصاد العالمي
يضيف تقرير المعهد العبري أن التهديد الحوثي يلحق الضرر بالسفن المرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بإسرائيل، بما في ذلك السفن المملوكة كليًا أو جزئيًا لإسرائيل أو تلك التي تشق طريقها بين إسرائيل وآسيا. يقول: "حتى الآن، ألحقت أنشطة الحوثيين أضرارًا فعلية بالسفن التي لا علاقة لها بإسرائيل أو بالملكية الإسرائيلية/اليهودية، لذلك يجب النظر إلى هذه الأحداث على أنها موجة متكررة من حوادث السطو البحري في البحر الأحمر، والتي كان مفترضًا القضاء عليها في السنوات الأخيرة، باعتبارها تهديدًا للتجارة العالمية والاقتصاد العالمي".

وفقا لأفضل التقديرات، يمر اليوم عبر باب المندب نحو 12 في المئة من إجمالي التجارة البحرية العالمية في السلع، بما في ذلك شحنات الطاقة والمواد الخام والمنتجات الاستهلاكية، ويعادل إجمالي عدد الحاويات التي تعبر قناة السويس نحو 30 في المئة من تجارة الحاويات العالمية، بقيمة تصل إلى تريليون دولار سنويًا. 

يقول المعهد العبري: "تتحدى إيران ووكلاؤها حرية الملاحة العالمية منذ فترة طويلة، وتعمل باستمرار على تطوير القدرات والوسائل التي تهدف إلى تعطيل الأنشطة البحرية لبلدان البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر وبحر العرب والخليج العربي. وفي الشهرين الأخيرين، كثف الحوثيون عملياتهم التعطيلية في البحر الأحمر". وفي حين أن خطاب الحوثيين موجه ضد إسرائيل ويهدد السفن المرتبطة بها، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، فإنهم يؤثرون في بلدان كثيرة، ويهددون التجارة البحرية العالمية. يقول المعهد العبري: "تضررت  ثلاث سفن بصواريخ الحوثيين في يوم واحد، ولم تكن لها علاقة بالتجارة الإسرائيلية على الإطلاق، وكانت تحمل بضائع من الصين أو إليها. وفي حادثة أخرى، خطف الحوثيون سفينة غالاكسي ليدر التي كانت تنقل السيارات بين الهند وتركيا، وهي مملوكة لبريطانيين، وتديرها شركة يابانية، وتحمل علم جزر البهاما، وأفراد طاقمها من جنسيات مختلفة".

فرصة استراتيجية
بحسب المعهد نفسه، محاولات الحوثيين مهاجمة السفن التي لها علاقات مع إسرائيل "تشكل تهديدا حقيقيا للتجارة البحرية العالمية التي تمر بين آسيا والبحر الأبيض المتوسط، وأوروبا والولايات المتحدة عبر باب المندب، ونرى بوادر التهديد الحوثي سواء في ما يتعلق بالتجارة البحرية العالمية أو في تصرفات الشركات الناشطة في الميدان، والتي أعلن بعضها عن تحويل مسار الشحن الخاص به وتوسيعه رداً على التهديد". قد تؤدي الأضرار المادية التي تلحق بسفن الشحن إلى زيادة أسعار التأمين ضد مخاطر الحرب في سوق الشحن، وفي السيناريو المتطرف، إذا اختارت شركات الشحن الكبيرة تجنب المرور عبر باب المندب والدوران حول القارة الأفريقية، يمكن توقع اضطراب سلاسل التوريد العالمية وارتفاع كبير في تكاليف التجارة الدولية.
يؤكد تقرير المعهد العبري أن "الرد المطلوب على العدوان الإيراني الحوثي هو تحالف بحري متعدد الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة ومشاركة دول أخرى، بما في ذلك الدول السنية المعتدلة في المنطقة. الغرض منه حماية السفن في بحر العرب والبحر الأحمر من التهديد الحوثي". 

ممكن أن يرتكز التحالف البحري على قاعدة قوة المهام المشتركة 153 (CTF 153) التي تجمع 38 دولة تحت قيادة الأسطول الخامس للولايات المتحدة، والتي تركز على أمن الملاحة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر وخليج عمان وشمال بحر العرب. وبحسب آخر التقارير ، بدأت الولايات المتحدة العمل على إنشاء تحالف بحري بمشاركة دول المنطقة للتعامل مع التهديد الحوثي. وهذه خطوة ترحب بها إسرائيل وتدعمها. ويختم المعهد اعبري تقريره بالقول: "إن تنفيذ السياسة المقترحة من خلال تعزيز الدبلوماسية البحرية كأداة لتعميق وتوسيع اتفاقيات إبراهيم في وقت تتعرض فيه هذه الاتفاقيات للتحدي بسبب الحرب في قطاع غزة، قد يساعد إسرائيل على تحويل التهديد الحوثي إلى فرصة استراتيجية. تعتبر الدبلوماسية البحرية أداة فعالة في تعزيز التعاون بين الدول بفضل اللغة المشتركة للبحارة، والتي تسمح بتجاوز العقبات الدبلوماسية القائمة".

المصدر: "معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي"


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار