: آخر تحديث
منافسة حامية بين الحزبين "سمير-أس دي" و"سلوفاكيا التقدمية"

انتخابات في سلوفاكيا تُحدد مسار السياسة الخارجية ودعم أوكرانيا

25
29
25

براتيسلافا: يدلي الناخبون في سلوفاكيا السبت بأصواتهم في عملية اقتراع تنافسية ستحدد نتيجتها بشكل كبير، مسار السياسة الخارجية ودعم أوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي لأراضيها.

ومن المقرر أن تغلق مراكز الاقتراع أبوابها في الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، عند السادسة بعد الظهر (الثامنة مساء ت غ).

ويتوقع أن تبدأ النتائج الأولية بالظهور بعد إقفال المراكز، على أن تعلن النتائج الرسمية صباح الأحد.

منافسة
ويتنافس في الانتخابات بشكل رئيسي حزب "سمير-أس دي" اليساري بزعامة رئيس الوزراء الشعبوي السابق روبرت فيكو، وحزب سلوفاكيا التقدمية الوسطي بزعامة نائب رئيس البرلمان الأوروبي ميشال سيميتشكا. ويحظى كل منهما بتأييد نحو 20 بالمئة من ناخبي البلاد المقدر عدد سكانها بـ5,4 ملايين نسمة.

أدلى فيكو بصوته في قرية شمال شرق براتيسلافا برفقة والدته. وقال في شريط مصوّر إنه يرغب في أن تخلو سلوفاكيا "من الهواة والمخطئين المفتقدين للخبرة الذين يدخلوننا في مغامرات مثل الهجرة والحرب".

من جهته، أدلى سيميتشكا بصوته في إحدى مدارس العاصمة، متوقعا أن تكون النتائج متقاربة. ودعا الناخبين الى الإدلاء بأصواتهم لأن "كل صوت سيكون له تأثير"، وآملا في أن "تستمر الحكومة المقبلة في دعم أوكرانيا".

ائتلاف
ويرجح أن يحتاج الفائز في الانتخابات الى التحالف مع أحزاب أخرى صغيرة لتشكيل ائتلاف يتيح انتزاع الغالبية في البرلمان المكوّن من 150 نائبا.

وسيتولى الفائز تشكيل الحكومة الجديدة لتحلّ بدلا من ائتلاف يمين الوسط الذي أمسك بالسلطة منذ العام 2020 عبر ثلاث حكومات مختلفة.

مشاحنات
وخلال الحملة الانتخابية التي تخللتها مشاحنات بين المرشحين، وجّه فيكو انتقادات لاذعة الى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي ومجتمع الميم. كما رفض أي مساعدة عسكرية إضافية لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي.

في المقابل، قدّم سيميتشكا طروحات انتخابية مناقضة، متعهدا تخليص سلوفاكيا من "الماضي"، في إشارة الى الفترة التي شغل فيها فيكو رئاسة الوزراء (بين العامين 2006 و2010، ولاحقا بين 2012 و2018). ودعا مواطني بلاده الى "الاقتراع للمستقبل".

وقال المحلل السياسي غريغوري ميسينزيكوف لوكالة فرانس برس إن "هذه الانتخابات ستكون فاصلة لناحية التوجه المستقبلي لبلادنا في مجال السياسة الخارجية، الدفاع والأمن، لكن أيضا (...) لأجل مستقبل الديموقراطية".

طبعت الحملة الانتخابية موجات من الأنباء المغلوطة والمضللة التي طالت نصف البلاد، وفق دراسات وتحليلات.

وحتى خلال يومي الصمت الانتخابي قبل الاقتراع، كان سيميتشكا هدفا لفيديو تضمن العديد من الأخبار الخاطئة.

آراء متفاوتة
وأبدى مقترعون آراء متفاوتة.
وقال المحامي يوراي بوكا (40 عاما) لفرانس برس بعد إدلائه بصوته في براتيسلافا "ناضلنا من أجل هذا الحق (بالتصويت)، لذا أستغل كل فرصة لممارسته".

أما مواطنه ستيفان (53 عاما) فقال "علينا الاقتراع لاختيار أفضل حكومة ممكنة من أجل إدارة هذا المسار"، في إشارة الى السعي لنيل دعم مالي من الاتحاد الأوروبي.

وقبل فتح مراكز الاقتراع، كانت سونا هانكينا أكدت أنها ستصوّت لصالح حزب سلوفاكيا التقدمية لغياب خيار أفضل.

وأضافت "ثمة الكثير على المحك، لكن من الواضح أن شيئا لن يتغيّر فعلا"، مشيرة الى أنه "لو لم تكن لديّ ابنة، لما بقيت فعلا في هذه البلاد. لذا سأذهب للإدلاء بصوتي من أجلها خصوصا".

وكانت الرئيسة السلوفاكية زوزانا كابوتوفا أكدت أنها ستكلف الفائز في الانتخابات تشكيل الحكومة المقبلة.

وسيكون أمام الفائز مروحة واسعة من الخيارات لتشكيل ائتلاف حكومي، اذ يتوقع أن تفضي الانتخابات الى دخول 11 حزبا سياسيا الى البرلمان.

ويتوقع أن يتقرب فيكو من حزب "هلاس-أس دي" بزعامة بيتر بيليغريني الذي خلفه في رئاسة الحكومة عام 2018، وهو نائب سابق لرئيس حزب "سمير-أس دي".

وتأسس "هلاس" في 2020 نتيجة انشقاق في صفوف "سمير" بعد عامين من ترك فيكو منصب رئيس الحكومة إثر اغتيال الصحافي الاستقصائي يان كوسياك وخطيبته.

وسلّط كوسياك الضوء على صلات بين المافيا الإيطالية وحكومة فيكو في آخر مقال له تمّ نشره بعد وفاته.

ويحتمل أن يلجأ فيكو الى شركاء آخرين في الائتلاف الحكومي، مثل حزب الجمهورية اليميني المتطرف، والحزب الوطني السلوفاكي الذي سبق له أن شاركه في الحكم مرتين.

ويعد هؤلاء الشركاء المحتملون من المعارضين أيضا لمساعدة أوكرانيا.

من جهته، يمكن لحزب سلوفاكيا التقدمية التقارب مع أحزاب ائتلاف يمين الوسط المنتهية ولايته، مثل سمي رودينا وحزب "حرية وتضامن" الليبرالي والحزب الوسطي من أجل الشعب.

وأكد ميسينزيكوف أن التأييد الذي يحظى به كل تكتل، أي القومي-الشعبوي من جهة والمؤيد للديموقراطية من جهة أخرى، هو مشابه الى حد كبير.

وتابع "لكن الأفضلية التي تحظى بها القوى المعارضة للتيار السائد هي أنها أقل تشرذما ومتماسكة بشكل أفضل".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار