باريس: من فرنسا إلى الولايات المتحدة مروراً بإسرائيل، عرضت دول العالم مساعداتها للمغرب المتضرر من الزلزال المدمر الذي خلف ما لا يقل عن 2122 قتيلاً.
قرّر المغرب الاستجابة لأربعة عروض مساعدة قدّمتها كلّ من بريطانيا وإسبانيا وقطر والإمارات، لمواجهة تداعيات الزلزال، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية مساء الأحد.
وقالت الوزارة "استجابت السلطات المغربيّة في هذه المرحلة بالذات، لعروض الدعم التي قدّمتها الدول الصديقة، إسبانيا وقطر والمملكة المتحدة والإمارات العربيّة المتّحدة، والتي اقترحت تعبئة مجموعة من فرق البحث والإنقاذ".
أعلن نائب مستشار الأمن القومي الأميركي جون فاينر أنّ بلاده "أبلغت الحكومة المغربيّة بوضوح أنّها مستعدّة لتقديم مساعدة كبيرة". وأضاف "لدينا فرق بحث وإنقاذ جاهزة للانتشار" و"مستعدّون أيضا للإفراج عن أموال في الوقت المناسب لمساعدة الشعب المغربي على النهوض ومواجهة هذه المأساة المروّعة".
من جهته، قال وزير الخارجيّة الأميركي أنتوني بلينكن عبر شبكة ايه بي سي إنّ "الوكالة الأميركيّة للتنمية الدوليّة التي تدير جهودنا مستنفرة، وننتظر أن تحدّد لنا الحكومة المغربيّة سبل تقديم أفضل مساعدة لها"، مؤكدا تضامنه مع الشعب المغربي.
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي تحدّث عن "مأساة أثّرت فينا جميعا"، أنّ باريس "حشدت كلّ الفرق الفنّية والأمنيّة لتتمكّن من التدخّل عندما ترى السلطات المغربيّة ذلك مفيدا".
وأشار إلى أنّ السلطات المغربيّة "تعرف بالتحديد ما يُمكننا توفيره، وطبيعته وتوقيت ذلك"، مؤكّدا أنّه "في اللحظة التي يتمّ فيها طلب هذه المساعدة، سيجري إرسالها ونحن مستعدّون (لذلك)".
وأكّد أنّه يعود إلى السلطات المغربيّة أن "تُقرّر ذلك بناءً على تقييمها الميداني"، لكي تعود المساعدة الفرنسيّة بالفائدة.
ووصل فريق من عناصر الإطفاء المتطوّعين الفرنسيّين من منطقة ليون (وسط شرق) إلى المغرب الأحد وسيُشارك في عمليّات الإنقاذ على بُعد حوالى خمسين كيلومترا من مراكش. وتُرافق الفريق كلاب مدرّبة، وهو يحمل نحو 300 كيلوغرام من المعدّات.
من جهتها، أعلنت منظّمة الإغاثة الشعبيّة الفرنسيّة أنّ الكثير من مسؤوليها سيتوجّهون إلى المغرب الاثنين في "مهمّة تضامن مع تخصيص مبلغ بقيمة 100 ألف يورو للضحايا وتوجيه نداء للتبرّعات".
أعلنت إسبانيا الأحد إرسال فريق من 56 مسعفاً إلى المغرب لدعم السلطات المحلّية في عمليّات البحث والإنقاذ.
وأعلنت وزارة الدفاع الإسبانيّة إقلاع طائرة عسكريّة من طراز "أ 400" من قاعدة سرقسطة (شمال شرق) متّجهة إلى مراكش مع فريق مسعفين "للمساعدة في عمليّات البحث وإنقاذ الناجين من الزلزال".
وينتمي هؤلاء إلى وحدة الطوارئ العسكريّة الموكلة المساعدة في جهود البحث والإنقاذ. وهذه الوحدة هي فصيل من القوّات المسلّحة شُكِّل بهدف التدخّل السريع في الظروف الطارئة مثل حرائق الغابات والفيضانات والزلازل.
وتستعدّ إسبانيا لإرسال طائرة ثانية مع فريق إغاثة تقوده الحكومة الإقليميّة في مدريد.
عرضت سويسرا توفير ملاجئ موقّتة ومعدّات لمعالجة المياه وتوزيعها ومرافق صرف صحّي ومستلزمات نظافة. وسيعمل خبراء من هيئة المساعدات الإنسانيّة السويسريّة على تسليم هذه المعدّات. وأشارت الخارجيّة السويسريّة مساء السبت إلى أنها لم تتلقّ حتّى الآن ردا على هذا الاقتراح.
أعلنت وزارة الدفاع البلجيكية السبت تفعيل خدمة تنسيق المساعدات الطارئة بالخارج للاستجابة لطلبات المساعدة التي ستقدمها السلطات المغربية (المستشفيات الميدانية والمتنقلة المزوّدة معدات الاستجابة للطوارئ والفرق الطبّية). ولم يتم الإعلان عن أي طلب بهذا المعنى حتى الآن.
وأعلنت منطقة فلاندرز الأكثر اكتظاظاً في بلجيكا، حيث تعيش جالية مغربية كبيرة، أنها ستخصص مساعدات طارئة بقيمة 200 ألف أورو من خلال الصليب الأحمر. وتعهدت منطقة والونيا الناطقة بالفرنسية في جنوب البلاد من جانبها تقديم "مساعدة فورية بقيمة 500 ألف يورو لضحايا هذه الكارثة".
عرضت إيطاليا مساعدة هيئة الدفاع المدني وفرق الإطفاء، بينما أرسلت الكنيسة الكاثوليكية الإيطالية 300 ألف يورو عبر كاريتاس إيطاليا.
وشدد الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا السبت على "استعداد إيطاليا للمساهمة في عمليات الإنقاذ المعقدة".
اقترحت تركيا السبت إرسال 265 من عناصر الإنقاذ وألف خيمة، بدون تلقي أي رد من السلطات المغربية في هذه المرحلة.
قال رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيتسكي إن بلاده "مستعدة لتقديم المساعدة الضرورية، بما في ذلك فريق إنقاذ"، مؤكداً أن "حجم المأساة في المغرب هائل".
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن "دولة إسرائيل ستقدم كل المساعدة الممكنة للمغرب بما في ذلك فريق بحث وإنقاذ إذا طلب ذلك".
وقال نظيره العراقي محمد شياع السوداني إنه "مستعد لتقديم أي شكل من أشكال المساعدة" بينما أمر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني حكومته "بتقديم كل المساعدة اللازمة للمغرب".
وأعلنت قطر أن فريق إنقاذ سيغادر الدوحة مساء السبت.
في نهاية قمة مجموعة العشرين في نيودلهي، وقّع ماكرون ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ورئيس جزر القمر غزالي عثماني الذي ترأس بلاده حاليا الاتحاد الإفريقي، إضافة الى مسؤولين في صندوق النقد الدولي والمفوضية الأوروبية، إعلانا مشتركا يتعهدون بموجبه "توفير كل مساعدة ضرورية للحاجات الطارئة على المدى القريب وجهود إعادة الإعمار".
وصرف الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، ومقره جنيف، مليون فرنك سويسري (1,1 مليون دولار) من صندوق الاستجابة لحالات الطوارئ للكوارث التابع له لدعم عمل الهلال الأحمر المغربي الميداني.
ونبهت اللجنة الدولية للصليب الأحمر السبت، إلى أهمّية حاجات المغرب المستقبلية، مع "24 إلى 48 ساعة حرجة" وحاجات "لأشهر أو حتى سنوات".
أعلنت شركة أسترازينيكا لتصنيع الأدوية أنها "ستدفع مليون دولار دعماً لعمليات الإغاثة الفورية مع ابرز الشركاء الإنسانيين العالميين".