يمثل الآن أمام المحاكم الفرنسية الشاب السوري مجدي نعمة بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في الفترة التي كان فيها قائدا وناطقا رسميا باسم "جيش الإسلام"، مانحا نفسه لقب "اسلام علوش".
ولِدَ عام1988 من أبوين كانا يعملان في المملكة العربية السعودية. وفي عام 2019 قدم إلى فرنسا بهدف الدراسة إلاّ أن الأجهزة الأمنية قبضت عليه في مدينة مرسيليا.
وبحسب التحقيقات التي أجريت، كان مجدي نعمة قد شارك في مجازر ذهب ضحيتها العشرات من الأبرياء، وفي اجبار مدنيين على ترك منازلهم وقراهم ومزارعهم، وفي تعذيب أسرى.
وكانت الفرقة المسلحة التي يشرف عليها متمركزة شرق دمشق، وهي منطقة شهدت معارك عنيفة بين عام2012 وعام2018. وكان لهذه الفرقة دور كبير في تلك المعارك وأيضا في مجالات أخرى مثل المجال الإداري.
وإلى جانب ذلك، قد يكون مجدي نعمة أرغم أطفالا وفتيانا على الالتحاق بفرقته وحمل السلاح ليكونوا "جنود جيش الإسلام". كما أن "جيش الإسلام" متهم بالقبض عام 2013 على أربعة من المدافعين عن حقوق الانسان ليصبحوا من ضمن المفقودين. بينهم المناضلة الحقوقية المعروفة رزان زيتونة التي كانت تتلقى التهديدات من نظام بشار الأسد ومن الجماعات السلفية والتكفيرية المسلحة. وهي حاصلة على جائزة ساخاروف، وعلى جائزة انّا بوليتكوفسكايا. وقبل اختفائها، سجلت على الفيديو رسالة حيّت فيها آلاف النساء والرجال الذين يعملون في صمت، وعلى وجه الأرض ليحققوا حلمهم في الحرية.
ومنتقدًا التهم التي وُجّهَت لمجدي نعمة قال محاميه بإن هذه المحاكمة "سياسية" إذ أنه لا يجوز قانونيا بحسب رأيه، أن يتم البتّ قضائيا في جرائم ارتكبت خارج التراب الفرنسي". أما المحامية كليمانس ريكارت المدافعة عن ضحايا "جيش الإسلام" فقد باركت الجهود المضنية التي بذلت بهدف اضاءة الحقائق الكثيرة المغيبة حول الجرائم التي ارتكبها "جيش الإسلام" في سوريا، وكشف الأدوار التي لعبها قادته في المجازر التي حدثت في مناطق مختلفة والتي كان جلّ ضحاياها مدنيين أبرياء.