: آخر تحديث
في خضم تصاعد أعمال العنف

ثلاثة قتلى في ضربة لمسيّرة إسرائيلية في الضفة الغربية

46
61
43

ترمسعيا (الاراضي الفلسطينية): قتل الجيش الإسرائيلي الأربعاء ثلاثة من أفراد "خلية إرهابية" في الضفة الغربية في ضربة نادرة بواسطة مسيّرة، وفق بيان للجيش، وذلك في خضم تصاعد أعمال العنف.

وجاء الإعلان عن الضربة بعيد مقتل فلسطيني الأربعاء وسط هجمات شنها مستوطنون ضد قرية ترمسعيا في شمال شرق الضفة الغربية المحتلة على ما أكدت وزارة الصحة الفلسطينية وشاهد عيان.

وأفاد بيان الجيش الاسرائيلي أن قواته رصدت "سيارة مشبوهة كانت تستقلها خلية مخربين وذلك بعد ان قامت بتنفيذ عملية اطلاق نار بالقرب من منطقة الجلمة قرب مدينة جنين".

وتابع البيان "بعد رصد الخلية قامت طائرة مسيرة تابعة لجيش الدفاع باستهدافها والقضاء عليها" في ضربة أوقعت ثلاثة قتلى.

وهذه هي المرة الأولى التي يوجّه فيها الجيش الإسرائيلي ضربة كهذه في الضفة الغربية منذ العام 2006 وانتهاء الانتفاضة الثانية، وفق ما أفاد مصدر في جهاز الاستخبارات الفلسطيني وكالة فرانس برس.

وحسب المصدر فان آخر مرة استخدم فيها الجيش الاسرائيلي الصواريخ الموجهة من الطائرات كانت في التاسع من آب/أغسطس 2006.

في وقت سابق قدّر أهالي ترمسعيا تعرض القرية لهجوم شارك فيه ما بين 200 و300 مستوطن.

ورأى مصورو ومراسل فرانس برس في القرية منازل ومركبات محترقة وجرحى يجري إجلاؤهم في سيارات إسعاف.

وقال عوض أبو سمرة وهو من سكان القرية لفرانس برس"أطلق المستوطنون علينا عيارات نارية وعندما حضرت الشرطة والجيش الاسرائيلي أطلقوا علينا الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع".

وأكد رئيس بلدية القرية لافي أديب أن 35 منزلا تضررت كما أحرقت نحو 50 مركبة وأُشعلت النيران في محاصيل وأراض زراعية.

وقال لافي لفرانس برس "نحن في ترمسعيا مستهدفون، يوما بعد يوم، من قبل البؤر الاستيطانية العدوانية التي أقيمت هنا".

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان مقتضب "وصول شهيد إلى مجمع فلسطين الطبي من ترمسعيا بعد إصابته برصاصة في الصدر".

وأعلنت الوزارة في بيان لاحق ارتفاع حصيلة الإصابات في ترمسعيا إلى "12 إصابة بينها إصابة بالغة الخطورة".

من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته دخلت إلى ترمسعيا "لإخماد الحرائق ومنع الاشتباكات وجمع الأدلة" بعد أن "احرق مدنيون إسرائيليون مركبات وممتلكات الفلسطينيين".

وجاء في بيان للشرطة الإسرائيلية أن "عشرات الفلسطينيين استهدفوا عناصرها" بعدما حاولوا حماية عناصر الإطفاء.

وأشار البيان إلى طلقة أطلقت باتّجاه العناصر الذين بادر احدهم للرد بإطلاق النار "باتجّاه مهرّب يشتبه بأنه أطلق النار عليه".

"اختبأنا وصلّينا"
وفي تصريح لفرانس برس قال محمد زكريا عبدالله وهو فلسطيني-أميركي يزور الأراضي الفلسطينية وافدا من شيكاغو "رأيت مجموعة من الأشخاص الملثّمين يحاولون رشق المنزل بالحجارة".

وتابع "أقفلنا كل الأبواب. وهرعنا إلى الطابق السفلي. اختبأنا وصلّينا لكي نخرج سالمين"، وأشار إلى مقتل أحد أقربائه بطلق ناري خلال الهجوم.

بعد وقوع أعمال العنف أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في فيديو نشر على فيسبوك "هناك أيام حيث ينبغي قول ما هو بديهي ألا وهو إن دولة إسرائيل هي عبارة عن دولة قانون. إن مواطني إسرائيل أجمعين ملزمون باحترام القانون" مؤكدا " لن نقبل بالتصرفات المعربدة" في الضفة الغربية.

وجاء تصاعد العنف بالتزامن مع تشييع فلسطينيين وإسرائيليين قتلاهم بمن فيهم فتية من الجانبين إثر تجدد دائرة العنف.

قُتل أربعة إسرائيليين وأصيب أربعة آخرون بجروح إصابة أحدهم خطرة في هجوم مسلّح الثلاثاء قرب مستوطنة عيلي بين مدينة رام الله ونابلس. وقال الجيش الإسرائيلي إنه تم إطلاق النار وتحييد مهاجمين أحدهما في مكان الهجوم والآخر بعد فراره.

نُفذ الهجوم غداة مقتل سبعة فلسطينيين، ستة منهم خلال عملية عسكرية للجيش الإسرائيلي في مدينة جنين في شمال الضفة أسفرت عن إصابة العشرات بجروح بينهم أكثر من عشرين إصابة بين خطرة وحرجة.وقُتل شاب فلسطيني آخر قرب بيت لحم في جنوب الضفة الغربية المحتلّة.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية الأربعاء "استشهاد الفتاة سديل غسان نغنغية (15 عاماً) "متأثرة بإصابتها قبل يومين (الاثنين) برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه على جنين".

وفي خطوة لافتة حملت رفيقات سديل وبنات صفها وهن يرتدين زيهن المدرسي والدموع تنهمر من أعينهن جثمانها على أكتافهن بعد أن وضعن فوقه ثوبها المدرسي ولُف بالعلم الفلسطيني، وفق فيديو تناقلته وسائل الاعلام.

وجاء في بيان أصدره مكتب نتانياهو أن الحكومة ستسرّع وتيرة توسيع مستوطنة عيلي ردا على الهجوم الذي استهدف إسرائيليين الثلاثاء.

وتابع البيان "إن ردّنا على الإرهاب هو بضربه بقوة وببناء بلدنا"، وذلك بعد دعوات أممية عدة لإسرائيل لوقف بناء المستوطنات.

قلق أميركي
وعبرت الولايات المتحدة عن "قلقها العميق" ازاء تصعيد أعمال العنف في الضفة الغربية، مؤكدة أن تقارير عن هجوم شنه اسرائيليون على قرية فلسطينية "مقلقة".

كما دانت الخارجية الاردنية في بيان الاربعاء "بأشد العبارات اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على عدد من القرى في الأراضي الفلسطينية المحتلة مطالبة بوقفها فوراً".

واعتبرت منظمة السلام الآن المناهضة للاستيطان أن تصريحات نتانياهو ما هي إلا محاولة "لإرضاء المستوطنين الحانقين بينما يعاني الفلسطينيون حقا من عواقب مثل هكذا قرارات في وقت تتعرض فيه قراهم للاعتداءات والحرق".

بالإضافة إلى الهجوم الذي شهدته ترمسعيا، سجّلت الثلاثاء هجمات في بلدات فلسطينية عدة.

وارتفعت حصيلة قتلى الهجمات والمواجهات والعمليات العسكرية منذ مطلع كانون الثاني/يناير وحتى الثلاثاء إلى ما لا يقلّ عن 171 فلسطينياً، و25 إسرائيلياً وأوكرانية وإيطالي.

وتشمل هذه الأرقام مقاتلين ومدنيين بينهم قصّر من الجانب الفلسطيني. أما في الجانب الإسرائيلي فغالبية القتلى مدنيون.

يعيش في الضفة الغربية من دون القدس الشرقية، نحو 2,9 مليون فلسطيني، بالإضافة إلى أكثر من نصف مليون مستوطن يهودي في مستوطنات تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي.

وتحتلّ إسرائيل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية منذ العام 1967.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار