: آخر تحديث

رئيس لجنة البرلمان الأوروبي: بوتين يهدد الديمقراطيات الغربية منذ 20 عامًا

29
31
32

في كتابه: "المواجهة الكبرى"، يُركز الفرنسي رافائيل غلوكسمان رئيس لجنة الاتحاد الأوروبي، على فكرة تقول بإن القادة الأوروبيين لا يرغبون في فضح المحاولات التي يقوم بها فلاديمير بوتين لتدمير الديمقراطيات الغربية، مُغضّين الطرف عنها رغم كل المخاطر التي تجسدها سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي.

وفي حوار أجرته معه الأسبوعية "لوبس"، قال رافائيل غلوكسمان بإن فلاديمير بوتين أطلق قبل نحو عشرين عاما، أكبر عملية للتدخل في شؤون دول الاتحاد الأوروبي من خلال نشر الفساد في المؤسسات الأوروبية الكبيرة. إلاّ أن القادة الأوروبيين لم يردوا الفعل، بل تركوه يفعل ما يشاء. وأكبر دليل على ذلك هو أن الزعيم الاشتراكي الألماني جيرهارد شرودر الذي جعل بلاده رهينة للغاز الروسي، لم يتردد في أن يعمل لصالح "غازبروم" أكبر منتج للغاز في روسيا.

ورغم أنها لم تكن على وفاق مع التوجهات السياسية لسلفها جيرهارد شرودر ، فإن اليمينية المحافظة انجيلا مركل، واصلت نفس السياسة سامحة لـ"غازبروم" باستغلال مخزون الغاز الألماني الاستراتيجي لتنخفض نسبة هذا المخزون في بداية الغزو الروسي لأوكرانيا إلى 5بالمئة في حين أن النسبة التي سبقت الغزو كانت تفوق70 بالمئة.

ويضيف رافائيل غلوكسمان قائلاً بإن القادة الفرنسيين يتوهمون أن روسيا لا تهدد بلادهم. لذلك سمحوا لنظام بوتين في عام 2016بإقامة مركز ثقافي أوثوذوكسي في الدائرة السابعة بباريس رغم أن أصواتا كثيرة ارتفعت للتحذير من أن المركز المذكور يمكن أن يكون محطة للتنصت والتجسس بحكم قربه من وزارات ومن مؤسسات حكومية هامة.
وكان ماكرون نفسه ضحية تجسس على الرسائل الالكترونية التي كان يتلقاها فريق عمله في الحملتين الانتخابيتين.

لكن كيف تحمي الديمقراطيات الأوروبية نفسها؟
عن هذا السؤال، يجيب رافائيل غلوكسمان قائلا بإن على الدول الأوروبية أن تستفيد من تجربة تايوان التي تتعرض ديمقراطيتها إلى هجومات وتهديدات يومية من الصين الشيوعية. لذلك، أحدثت وزارة للديمقراطية تستعين بالأجهزة التكنولوجية الحديثة وبمنظمات حقوق الانسان للرد على الهجومات والتهديدات الصينية. كما على الدول الأوروبية أن تستنفر المنظمات المدنية لإحباط المخططات التي تحيكها موسكو بهدف ضرب الديمقراطيات الغربية في الصميم.

ويختم رافائيل غلوكسمان حواره مع "اوبس" قائلا:" علينا أن نصمد. وعلينا أن نمنح معنى ومصلحة للقوة العامة. إنها ثورة عقب ثلاثين سنة من الإهمال شبه التام. هذا أمر ضروري وإلا فإن الديمقراطية سوف تنتفي وتضمحل تماما".   


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار