: آخر تحديث

حرب الأعصاب داخل الكرملين

11
11
14

على غلافها، وضعت الأسبوعية الفرنسية "لوبس" في عددها الصادر في الأسبوع الثاني من شهر مايو-أيار الحالي العنوان  التالي:" حرب الأعصاب داخل الكرملين".

وفي مقدمة الملّف المخصص لذلك، أشارت المجلة إلى أنها حصلت على معلومات دقيقة تقول بإن نظام بوتين يواجه أزمات داخلية خطيرة للغاية، وصراعات عنيفة ومدمرة بين الأجنحة في أعلى هرم السلطة. من ذلك مثلاً، أن يفغيني بريغوجين رجل الأعمال السابق، والذي يتزعم الآن ميلشيا "فاغنر"، ظهر في فيديو في الخامس من شهر مايو-أيار الحالي وهو  واقف أمام جثث العشرات من القتلى الذين لا يزال دمهم "ساخنا". وبعدها  شرع وقد اسودّ وجهه غضبًا في توجيه انتقادات عنيفة إلى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، وإلى قائد القوات المسلحة فاليري غارماسيموف، مطلقًا شتائم مقذعة تليق بسائق عربات الخيل في روسيا القديمة.

وكان واضحًا من خلال كل ذلك أن قائد ميليشيا "فاغنر" يرغب في تأجيج غضب الشعب الروسي على قياداته العسكرية التي تقود الحرب في أوكرانيا بطرقٍ عشوائية بسببها يتكبد الجيش الروسي خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.

وقد علّق أحد الملاحظين الروس على ذلك قائلا:" لعلّ بريغوجين يظن أنه بحضوره الدائم في الاعلام، وفي وسائل الاتصال الاجتماعي يمكن أن يكون مفيدًا وحاميًا له في نظام غالبًا ما يكون فيه السقوط سريعًا ومفاجئًا.

وهذا النظام يقوم على الخوف من "العرّاب" الذي هو فلاديمير بوتين الذي يظلّ الحاكم المطلق. وهذا ما يعرفه جيدًا بريغوجين. وأمله الوحيد في البقاء هو أن يظلّ يتمتع بالشعبية والشهرة".

ويبدو أن قائد ميليشيا فاغنر نجح في أن يظهر كما لو أنه البطل الذي تحتاج إليه روسيا في حربها ضد أوكرانيا. ويؤكد أحد  الصحافيين العارفين بما يدور في كواليس الكرملين أن بريغوجين لن يتمرّد على بوتين لأنه يعتبر  نفسه ابنًا روحيًا له.
مع ذلك، تشير الشائعات الرائجة إلى أن حرب الأجنحة داخل النظام تغلي مثل ماء على نار ساخنة، وأن مفاجئات كبيرة واردة.

ويواجه بوتين هذه الشائعات بالصمت ليبدو الكرملين شبيهًا بمسرح الظلّ الصيني. وبينما تُعدّ أوكرانيا هجومها المضاد بعد أن حصل رئيسها على تأييد كبير معنوي وعسكري من الدول الغربية، يبدو نظام بوتين أكثر عزلة على المستوى العالمي، أكثر من أيّ وقت مضى. حتى وسائل الدعاية التي كانت تتمتع في البداية بقدرات هائلة بدأت تفقد قوتها، مظهرة ذبولاً وانحسارًا مقلقين  للغاية.

وهذا ما يتضح من خلال عمليات استهدفت حياة مناصرين للنظام. ففي السادس من شهر مايو-أيار الحالي، نجا بأعجوبة الكاتب زاخار بريلباين المعروف بتحمسه المطلق للغزو الروسي لأوكرانيا من انفجار قنبلة ألقيت على سيارته.
وفي السنة الماضية اغتيلت داريا دوغين ابنة ألكسندر دوغين. كما اغتيل في حانة في بطرسبورغ يملكها بريغوجين، فلادلن تاتارسكي  المقرّب من نظام بوتين.
ويبدو أن المناهضين للحرب هم مرتكبو هذه العمليات. . 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار