: آخر تحديث
موقع أطول وأقسى معركة منذ بداية الغزو الروسي

زيلينسكي يجول في خطّ المواجهة الدموي قرب باخموت

48
43
42
مواضيع ذات صلة

كييف (أوكرانيا): أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء أنّه زار مواقع عسكرية قرب مدينة باخموت الواقعة على خطّ المواجهة في شرق أوكرانيا، والتي تشهد أطول معركة وأكثرها دموية منذ بداية الغزو الروسي.

وكتب زيلينسكي على وسائل التواصل الاجتماعي "منطقة دونيتسك. المواقع الأمامية للجيش الأوكراني في منطقة باخموت". وأضاف "أشعر بالاعتزاز لوجودي هنا لمكافأة أبطالنا. لمصافحتهم وشكرهم على حماية سيادة بلادنا".

وفي مقطع فيديو نشره مكتبه، ظهر زيلينسكي خلال لقائه جنودا في مستودع حيث كان يقلّدهم أوسمة.

ورغم أنّ هذه المدينة التي دُمّر جزء كبير منها بالقصف، تحوّلت رمزاً للمقاومة الأوكرانية للغزو، إلّا أنّ المحلّلين يشكّكون في أهميتها الاستراتيجية.

وتقول كييف إنّ المعركة من أجل هذه المدينة الصناعية، التي كان يبلغ عدد سكانها قبل الحرب 80 ألف نسمة، أساسية من أجل صدّ القوات الروسية على طول الجبهة الشرقية بأكملها.

وفي منشور منفصل، أشار زيلينسكي إلى أنّه زار جنوداً أوكرانيين يتلقّون العلاج من إصابات، فيما أظهر مقطع فيديو أنه يقوم بجولة في مستشفى مع أطباء ويعود الجنود المصابين.

وكان الرئيس الأوكراني قد زار القوات الأوكرانية داخل باخموت في أواخر العام الماضي، قبيل رحلته إلى الولايات المتحدة، التي كانت أول زيارة له إلى الخارج منذ بدء الغزو الروسي في شباط/فبراير 2022.

غير أنّ القوات الروسية حقّقت مكاسب ثابتة باتجاه السيطرة على باخموت في الأشهر التي تلت تلك الزيارة.

وقال المسؤول الموالي لروسيا في منطقة دونيتسك، إنّ القوات الروسية أوشكت على قطع الطرق الأوكرانية المؤدّية إلى المدينة.

ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن إيان غاغين قوله "يمكننا القول إنّ المدينة محاصرة عملياً".

من جهته، أكد يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة فاغنر الروسية المسلّحة التي تقول إنّها تقود الهجوم للسيطرة على المدينة، هذا الأسبوع، أنّ قواته تسيطر على حوالى 70 في المئة من باخموت.

في موسكو، حذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أنّ تسليم لندن لأوكرانيا ذخيرة تحتوي على يورانيوم منضّب، تحدّث عنها مسؤول بريطاني مؤخراً، سيمثّل "تفاقماً خطيراً" للنزاع.

وقال "إنها خطوة نحو مزيد من التفاقم، تفاقم خطير" للنزاع.

وكانت نائبة وزير الدفاع البريطاني أنابيل غولدي أشارت الإثنين إلى أنّ المملكة المتحدة تعتزم تزويد أوكرانيا بقذائف "تحتوي على يورانيوم منضّب".

وقالت إنّ "هذه الذخيرة فعّالة للغاية في تدمير الدبابات والمراكب المدرّعة الحديثة"، موضحة أنّ هذه القذائف كانت مخصّصة للاستخدام مع دبابات "تشالجنر" التي تنوي لندن تسليمها أيضاً.

في وقت سابق الأربعاء، أطلقت روسيا 21 طائرة مسيّرة إيرانية الصنع من طراز "شاهد -136/131" على أوكرانيا، في عملية بدأت قبل منتصف الليل بقليل، حسبما أفاد سلاح الجو الأوكراني، الذي قال إنّه أسقط 16 منها.

وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي إنّه إضافة إلى هذه "الطائرات الإيرانية القاتلة"، أطلق الروس صواريخ مع تسجيل "عمليات قصف عديدة". ودان زيلينسكي "الضربات الإجرامية"، مشيراً إلى أنّ "كلّ ذلك في ليلة واحدة فقط من الإرهاب الروسي ضدّ أوكرانيا".

كذلك، قٌتل سبعة أشخاص وأُصيب تسعة آخرون بجروح، في هجوم بطائرات مسيّرة روسية ليل الثلاثاء الأربعاء استهدف مدرسة مهنية في منطقة كييف، على ما أعلنت السلطات الأوكرانية.

ولقي شخص واحد على الأقل مصرعه وأصيب أكثر من عشرين آخرين بجروح بقصف روسي على مبنى سكني في زابوريجيا القريبة من خطّ المواجهة، حسبما أفاد رئيس بلدية المدينة.

وقال رئيس بلدية المدينة أناتولي كورتييف عبر تلغرام "للأسف، توفي شخص مصاب وكان في حالة خطيرة". وأضاف "وفقاً للمعلومات الأخيرة، نُقل 25 شخصاً إلى المستشفى".

ووصف زيلينسكي الهجوم بـ"الوحشي"، مؤكداً أنّ روسيا تسعى إلى "تدمير مدننا ودولتنا وشعبنا".

في غضون ذلك، أعلنت روسيا أنّها "صدّت" هجوماً بمسيّرات على مرفأ سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو، في ساعة مبكرة الأربعاء، بعد أربعة أيام من زيارة الرئيس فلاديمير بوتين للمدينة.

وقال وزير الدفاع سيرغي شويغو "أُسقطت الطائرات الثلاث".

وكان الحاكم المحلّي ميخائيل رازفوجاييف أعلن قبل ذلك بوقت قصير، أنّ "أسطول البحر الأسود صدّ هجوماً بطائرات مسيّرة على سيفاستوبول". وأضاف عبر تلغرام أنّ الهجوم لم يؤدّ إلى سقوط ضحايا، مؤكّداً أنّ "الوضع تحت السيطرة".

في سياق آخر، غادر الرئيس الصيني شي جينبينغ موسكو الأربعاء، حيث أظهر تقاربه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في مواجهة الغرب.

وأشاد بوتين وشي بدخول العلاقة "الخاصة" بين بلديهما "حقبة جديدة" في مواجهة الغرب، فيما دعم سيد الكرملين بحذر خطة بكين لتسوية النزاع في أوكرانيا، متّهماً كييف برفضها.

وفي ظل غياب انفراج بهذا الشأن، تمحورت قمّتهما حول إظهار متانة العلاقات التي توحّد روسيا مع الصين.

من جهته، أعلن الكرملين الاربعاء أنه لم يُفاجأ برد الغرب "العدائي" بعد القمة الروسية الصينية.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف "في ما يتعلق برد الفعل الجماعي الصادر عن دول الغرب، فإن طبيعة رد فعلهم غير الودي والعدائي على جميع القضايا، ليست مفاجئة لأحد".

في هذه الأثناء، أفاد تقدير نشره البنك الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والحكومة الأوكرانية الأربعاء، بأنّ أوكرانيا ستحتاج إلى 411 مليار دولار لتعافيها وإعادة إعمارها.

ومع استمرار المعارك، أشارت هذه المؤسسات والمنظمات إلى حاجة فورية لـ14 مليار دولار اعتباراً من هذا العام بهدف تنفيذ "الاستثمارات الملحة وذات الأولوية" والتي تتيح بدء عملية إعادة الإعمار.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار