موسكو: توعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس أوكرانيا بمواصلة ضرب منشآت الطاقة فيها ردا على هجمات كييف على ما يقول لا سيما في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو وأقرت بأنها معرضة للخطر.
أتى هذا الكلام في وقت تبادلت فيه موسكو وواشنطن الخميس سجناء في مطار أبوظبي في الإمارات العربية المتحدة.
استعادت روسيا تاجر الأسلحة فكتور بوت المسجون منذ أكثر من عشر سنوات في حين سلمت لاعبة كرة السلة الأميركية بريتني غراينر المعتقلة منذ أشهر عدة بتهمة تهريب القنب الهندي، إلى الولايات المتحدة.
ولدى تقليده أوسمة لجنود وشخصيات الخميس في الكرملين، دحض بوتين الانتقادات الغربية للضربات الروسية التي حرمت ملايين الأوكرانيين في الأسابيع الأخيرة من الكهرباء وأحيانا الماء والتدفئة وسط درجات حرارة متدنية.
وقال الرئيس الروسي "نعم، نحن نفعل ذلك لكن من بدأ ذلك؟"، معتبرا أن عمليات القصف هذه هي رد على انفجار ألحق أضرارا مطلع تشرين الأول/أكتوبر بجسر القرم الذي بنته روسيا، وهجمات أخرى نسبتها موسكو إلى كييف.
كذلك ألقى بوتين باللوم على كييف في "نسف خطوط كهرباء محطة الطاقة النووية في كورسك"، وهي منطقة روسية عند حدود أوكرانيا، و"عدم توفير المياه" لمنطقة دونيتسك الانفصالية الموالية لروسيا في شرق البلاد.
وأضاف "من جانبنا، بمجرد أن نفعل شيئاً كردّ، ينتشر الضجيج والصخب في جميع أنحاء الكون".
وتابع "لن يعيقنا ذلك عن القيام بمهامنا القتالية".
في وقت سابق، أقر الكرملين الخميس بوجود "خطر" من وقوع هجمات أوكرانية على مواقعه في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014، إثر هجمات عدة نسبت لأوكرانيا بعيدا عن خط الجبهة.
وفي الأيام الأخيرة استهدفت عدة قواعد عسكرية روسية بينها اثنتان تبعدان 500 كيلومتر عن أوكرانيا، بمسيّرات.
والخميس أيضا أسقط الأسطول الروسي في سيفاستوبول في القرم طائرة مسيّرة على ما أعلنت السلطات المحلية في مؤشر إلى المخاطر التي لا تزال تواجه شبه الجزيرة هذه التي تعهدت كييف باستعادتها.
تظهر هذه الهجمات التي ترافقت أيضا مع سلسلة من الانتكاسات الروسية في أوكرانيا أن موسكو تواجه صعوبة في تعزيز مواقعها وحماية قواعدها الخلفية بعد تسعة أشهر على بدء الهجوم الروسي.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين لصحافيين "ثمة مخاطر لأن الجانب الأوكراني يواصل اتباع نهجه في شن هجمات إرهابية".
لكنه أضاف أن إسقاط المسيّرة "يظهر أن إجراءات مضادة فعالة تتخذ".
وتعرض الأسطول الروسي في البحر الأسود ومقره في مرفأ سيفاستوبول نهاية تشرين الأول/أكتوبر لما وصفته السلطات بهجوم "مركّز" من مسيّرات ألحقت أضرارا بسفينة واحدة على الأقل.
في مطلع تشرين الأول/أكتوبر لحق دمار جزئي بالجسر الذي يربط القرم بروسيا جراء انفجار نسبته موسكو للقوات الأوكرانية.
وفي هذا الإطار، أعلنت السلطات التي عينتها موسكو في القرم بناء تحصينات وخنادق خصوصا وأن القوات الأوكرانية استعادت في تشرين الثاني/نوفمبر جزءا من منطقة خيرسون الحدودية.
ومع احتمال ألا تتحرك خطوط الجبهة في الشتاء، يلجأ الأوكرانيون بشكل متزايد إلى المسيّرات لضرب قواعد روسية تقع بعيدا عن الجبهة في حين يقصف الروس منشآت الطاقة الأوكرانية حتى لو تسبب ذلك بقطع التدفئة عن المدنيين وسط البرد الصقيعي.
وقال شركة "أوكرينيرغو" المشغلة للكهرباء إن شبكة الكهرباء لا تزال تعاني الخميس من "نقص ملحوظ" بعد الضربات الروسية الأخيرة.
وفي مؤشر إلى التوتر الحاصل في القرم، أعلنت أجهزة الأمن الروسية توقيف شخصين يشتبه بأنهما تجسسا لحساب أوكرانيا في القرم عبر نقل معلومات حول أهداف عسكرية.
وأقترب الجيش الأوكراني في الأسابيع الأخيرة من شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو العام 2014، بفضل هجوم مضاد سمح له باستعادة مدينة خيرسون الاستراتيجية في جنوب البلاد.
في هذه المنطقة حيث يفصل نهر دنيبرو بين القوات الروسية والأوكرانية، يبقى الوضع متوترا مع ضربات روسية منتظمة على خيرسون.
يعبر أوليكسي كوفباسيوك أحد أبناء المنطقة الذي التقته وكالة فرانس برس النهر رغم المخاطر ودرجات الحرارة الجليدية لمساعدة السكان العالقين على الضفة اليسرى التي احتلها الروس على الفرار.
وأكد "لقد أصيب مركبي برصاصتين حتى الآن".