إيلاف من لندن: رجحت تحقيقات أولية الأربعاء حول مقتل المواطن الأميركي في بغداد وقوف إيران وراء الجريمة فيما تشارك الولايات المتحدة في هذه التحقيقات.
ووصف تقرير عراقي الحادث بأنه "كارت أحمر" ضد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لاقترابه من واشنطن في إشارة الى لقاءات ثلاثة متعاقبة عقدها خلال الاسبوعين الاخيرين مع السفيرة الأميركية في بلاده آلينا رومانوسكي اذ بحث معها تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات فيما التقت السفيرة أيضاً خلال الاسبوع الحالي عدداً من وزراء الحكومة الجديدة.
السوداني مجتمعاً مع السفيرة الأميركية إلينا رومانوسكي السبت الماضي (رئاسة الحكومة)
ووجه السوداني أمس الثلاثاء بتشكيل لجنة تحقيقية من جهاز استخبارات وزارة الداخلية للتحقيق في اغتيال المواطن الأميركي "ستيفن ترول" وسط العاصمة مساء الاثنين الماضي.
ووفق مصدر سياسي مطلع على التحقيقات تحدث لصحيفة "المدى" العراقية طالباً عدم الاشارة الى هويته وتابعته "إيلاف" فإن "الولايات المتحدة سوف تشترك في التحقيقات وهو امر يزعج الإطار التنسيقي للقوى الشيعية العراقية الموالية لإيران.
فصيل مسلح يعلن مسؤوليته
وأعلن فصيل مسلح يطلق على نفسه اسم "سرايا أهل الكهف" مسؤوليته عن قتل المواطن الأميركي.
وقال الفصيل المسلح في بيان صحافي أن عملية قتل الأميركي ستيفن ترول جاءت "انتقاماً لمقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقية أبو مهدي المهندس في غارة أميركية قرب مطار بغداد الدولي مطلع عام 2020.
وسرايا الكهف والمقاومة الدولية هي أسماء لجماعات غير معروفة فيما يُعتقد أنها واجهة لمليشيا عصائب أهل الحق العراقية المرتبطة بإيران عقائدياً وتسليحاً وتمويلاً.
خلية إيرانية وراء الحادث
وبحسب المصدر السياسي فإن اغتيال الاميركي نفذ عن طريق طهران فيما لايزال غير معروف فيما لو كانت خلية الاغتيال قد جاءت من إيران او انها موجودة في الاساس داخل البلاد.
وكان مسلحون يستقلون سيارة أطلقوا النار على عجلة مدنية في منطقة الكرادة وسط بغداد مساء الاثنين كانت تقل الاميركي وحاولوا اختطاف الاميركي لكنهم حين فشلوا في ذلك اطلقوا عليه رصاص اسلحتهم فتوفي في الحال.
ويعمل الاميركي المغدور مدرسا للغة الانكليزية وعضوا بمنظمة اغاثة اميركية لصالح الوكالة الاميركية للتنمية الدولية.
غضب إيراني
ويقول المصدر السياسي أن "الفصائل المسلحة التي تطلق على نفسها مقاومة قد منحت هدنة مع القوات الامنية لدعم حكومة السوداني".. منوهاً الى أن طهران لم تعجبها هذه المواقف وغضبت من الاقتراب الأخير بين السوداني والولايات المتحدة.
وأشار الى أن إيران "قد نبهت السوداني بأنها المتحكمة في الأرض العراقية وأن البلاد هي مسرح لها لتنفيذ هجمات ضد أميركا أو آخرين تصفهم بالأعداء".
واشنطن وبغداد تعلقان
وقالت السفارة الأميركية في العراق إنها تراقب عن كثب تحقيق السلطات العراقية في سبب وفاته مؤكدة استعدادها لتقديم كل المساعدة اللازمة لعائلته من خلال القنصلية الأميركية.
بيان السفارة الأميركية في بغداد أمس الثىلاثاء عن مقتل مواطنها في بغداد (تويتر)
بدوره قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إنه يتم حاليًا التدقيق في التقارير الواردة عن مقتل المواطن الأميركي .. مشيراً الى أن "الخارجية على علم بمقتل الشخص وأن هناك سياقاً تعمل على اتباعه في التحقق من أن الشخص الذي قتل كان مواطناً أميركياً".
أما رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني فقد أشار خلال مؤتمر صحافي في بغداد أمس الى "أن توقيت جريمة قتل المواطن الاميركي يضع علامة استفهام".. مشدداً على أن "الأمن خط أحمر".
وقال أن المواطن الاميركي القتيل يعيش في بغداد منذ عامين ويعمل في منظمة مجتمع مدني ويقدم المساعدة لتعليم اللغة الإنكليزية. وأضاف "من يريد اختبار الحكومة بملف الأمن فلا يحاول لأنه اختبار فاشل" على حد قوله.