باريس: دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء خلال استقباله الرئيس الفلسطيني محمود عباس في قصر الإليزيه إلى استئناف "الحوار السياسي المباشر" بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مذكّرًا بأن أعمال عنف جديدة قد تندلع "في أي لحظة".
وقال ماكرون خلال اللقاء إن "التوترات وأعمال العنف والإرهاب تتواصل في الشرق الأوسط".
وتحدث عن "استئناف الحوار السياسي المباشر بين الإسرائيليين والفلسطينيين"، المتعثّر حاليًا. وقال "إنه طريق صعب، مليء بالعثرات، لكن ليس لدينا بديل عن إحياء جهودنا من أجل السلام"، مستعيدًا بذلك تصريحات أدلى بها قبل 15 يومًا امام رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد.
وأكد أن "حلقة دامية جديدة قد تندلع في أي لحظة" مطالبًا "بإنهاء التدابير الأحادية"
تدابير
إشارة إلى "طرد عائلات فلسطينية وهدم (المنازل) وسياسة الاستيطان ... التي تُبعد احتمال قيام دولة فلسطينية تعيش بسلام إلى جانب إسرائيل".
كثّف عباس (87 عامًا) في الآونة الأخيرة تحركاته بعد الأزمة الصحية العالمية المرتبطة بكوفيد-19.
والتقى يوم الجمعة الماضي في بيت لحم الرئيس الأميركي جو بايدن أثناء أول زيارة لهذا الأخير إلى الشرق الأوسط منذ وصوله إلى البيت الأبيض.
من جانبه، أكد عباس رفضه "ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي تعمل على تغيير طابع وهوية مدينة القدس، والتضييق على أهلها، وبخاصة عمليات طرد الفلسطينيين منها وهدم منازلهم ... علاوة على النشاطات الاستيطانية وعنف المستوطنين والاقتحامات للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، وأعمال القتل اليومي في كل مكان".
ابو عاقلة
وهذه المرة الأولى منذ أيلول/سبتمبر 2018 التي يزور فيها عباس باريس بدعوة من رئيس فرنسي.
وجدد الرئيس الفلسطيني المطالبة الأربعاء بإلقاء الضوء على جريمة قتل الصحافية الفلسطينية الأميركي شيرين أبو عاقلة التي قُتلت في 11 أيار/مايو الماضي برصاصة في الرأس خلال تغطيتها عملية عسكرية إسرائيلية في مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة.
وأكد أن مراسلة قناة الجزيرة القطرية "قُتلت بدم بارد وبدون أي سبب". وتساءل "من قتل شيرين أبو عاقلة؟" داعيًا "لمحاسبة القتلة وعدم افلاتهم من العقاب".
اعتبر الفلسطينيون زيارة بايدن الأخيرة مخيّبة للآمال.
فقد كرر الرئيس الأميركي التزام إدارته بحل الدولتين لإنهاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، قائلا "يجب أن يكون هناك أفق سياسي يمكن للشعب الفلسطيني أن يراه أو أن يشعر به".
إلا أنه أكد أن الظروف ليست متوفرة حاليًا لإعادة إطلاق عملية السلام ولم يقترح أي خطة بشأن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ولم يتخذ أي موقف حول توسع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967.