بانكوك: أشاد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأحد بالدور الذي تلعبه تايلاند في الجهود الأميركية المتجددة في جنوب شرق آسيا، المنطقة الرئيسيّة للتنافس مع الصين، خلال جولة بحث فيها كذلك عن أفكار جديدة حول سبل إعادة الديموقراطيّة في بورما.
وخلال التوقيع على اتفاقية تعهد فيها الاستمرار في تعزيز العلاقات، أشار بلينكن إلى دعم تايلاند لخطة اقتصادية جديدة بقيادة أميركية لمنطقة آسيا وإلى جهودها على صعيد مكافحة التغير المناخي.
ونوه بلينكن عقب محادثات مع نظيره التايلاندي دون برامودونايفي، بتايلاند قائلاً "لدينا حليف وشريك في منطقة (المحيطين) الهندي-الهادئ، على أهمية كبيرة بالنسبة لنا في منطقة ترسم مسار القرن الحادي والعشرين، وتفعل ذلك كلّ يوم".
وتايلاند أقدم حليف للولايات المتحدة في آسيا، وتُعرف بتقديمها فيلة لأبراهام لينكولن خلال الحرب الباردة، لكنها تعاونت بشكل متزايد مع الصين التي يتصاعد نفوذها.
وتأتي زيارة بلينكن بعد أيّام على محطة لوزير الخارجيّة الصيني وانغ يي في إطار جولة أكبر في جنوب شرق آسيا سلط فيها الضوء على إنفاق بكين السخي على البنى التحتية.
وتعتبر الولايات المتحدة الصين، بنظامها السلطوي ومواردها التكنولوجية والعسكرية الضخمة، أبرز منافسيها العالميّين. لكنّ البلدين سعيا مؤخّرًا إلى خفض التوتّر، وعقد وانغ وبلينكن السبت اجتماعاً مطولاً على غير عادة استمر خمس ساعات في بالي.
وقال بلينكن قبل توجّهه إلى بانكوك في وقت متأخّر السبت، إنّ محادثاته مع وانغ كانت "بنّاءة"، مؤكّداً أنّ أكبر اقتصادين في العالم يريدان منع التنافس بينهما من الخروج عن السيطرة.
تقديمات الولايات المتحدة
وكان الرئيس جو بايدن دعا قادة جنوب شرق آسيا إلى واشنطن في أيّار/مايو لإظهار التزام الولايات المتحدة حيال المنطقة، رغم تركيز الإدارة الأميركيّة على مواجهة الغزو الروسي لأوكرانيا.
وبينما أعلنت واشنطن تخصيص 40 مليار دولار لأوكرانيا معظمها لإمداد البلد بالأسلحة، يقول منتقدون إن الولايات المتحدة لا تقدم الكثير للمنطقة بالمقارنة مع الصين التي وعدت العام الماضي بـ1,5 مليار دولار لجنوب شرق آسيا.
وترد إدارة بايدن بأن الإعلانات البراقة عن أموال حكومية، لم تكن أبداً نقطة تركيز لدى الولايات المتحدة، وبأنها تعطي أولوية للتعاون في مجالات ملموسة مثل الصحة العامة والتلقيح ضد كوفيد-19 والتعليم، وهي المجالات التي ركز عليها بلينكن في بانكوك.
التقى بلينكن في تايلاند شباناً من بورما حيث أطاح الجيش في شباط/فبراير2021 الحكومة المنتخبة وأغلق الباب أمام الانتقال الديموقراطي الذي تمّ برعاية الولايات المتحدة وعاشته البلاد على مدى عقد.
وردّ بايدن بفرض عدد كبير من العقوبات على المجلس العسكري لكنه لم يحقّق سوى خرق محدود في الضغط على الجيش القوي، المعروف بمعارضته التدخلات الخارجية.
من جهتها طرحت رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) منذ أكثر من عام خطّة من أجل قيام حوار بين المجلس العسكري والمعارضة، لكن من دون أن يتمّ حتّى الآن إحراز أيّ تقدّم.
وفي موقف مشترك وغير مألوف مع الولايات المتحدة، زار وانغ يي بورما الأسبوع الماضي وشجّع المجلس العسكري على التحدّث إلى المعارضين.
علاقات طبيعية مع تايلاند
وتؤكد زيارة بلينكن على علاقات طبيعية مع تايلاند حيث تولى برايوت تشان-أو-تشا السلطة في انقلاب في 2014 ما تسبب بفرض عقوبات أميركية.
وسيلتقي بلينكن في وقت لاحق برايوت الذي أصبح رئيساً للوزراء في انتخابات في 2019، ما أذن بعودة تدريجية لحوار سياسي منفتح في تايلاند.
وفي بيان مشترك وقعه بلينكن ودون، وصفت تايلاند الديموقراطية بأنها "أساسية" لرؤية البلدين لآسيا.
وجاء في البيان أن "المؤسسات الديمقراطية القوية والمجتمع المدني المستقل والانتخابات الحرة والنزيهة هي أمور أساسية لهذه الرؤية مما يسمح لمجتمعاتنا بالوصول إلى إمكاناتها الكاملة".
وتناول البيان قضية ذات أولوية قصوى لإدارة بايدن، وذكر أن واشنطن وبانكوك ستعززان "مجتمعات مفتوحة وشاملة" لأفراد مجتمع الميم.
كما أشاد بتايلاند لتأييدها خطة لبايدن تهدف إلى ربط منطقة جنوب شرق آسيا بشركات تروج للطاقة الخضراء، قائلاً إن الشركات وعدت بتخصيص 2,7 مليار دولار في هذا البلد.