: آخر تحديث
بعدما انتشار الشرطة لقمع التجمعات

سكان هونغ كونغ يحييون ذكرى احتجاجات تيان أنمين سراً

48
59
60

هونغ كونغ: انتشرت الشرطة بأعداد كبيرة في هونغ كونغ لسبت لمنع أي تجمع عام في الذكرى 33 لقمع الحركة الاحتجاجية في ساحة تيان أنمين في بكين مما أجبر الذين يريدون إحياء هذا الحدث الدموي على القيام بذلك سرا أو على طريقتهم.

وفي الرابع من حزيران/يونيو 1989، أرسل النظام الشيوعي الدبابات وقوات من الجيش لقمع متظاهرين سلميين احتلوا لأسابيع ساحة تيان أنمين الشهيرة للمطالبة بتغيير سياسي ووضع حد لفساد النظام.

وأدى سحق الحركة إلى مقتل مئات الأشخاص، إن لم يكن أكثر من ألف حسب تقديرات.

ومنذ ذلك الحين تبذل السلطات الصينية ما في وسعها لمحو تيان أنمين من الذاكرة الجماعية. وهي غير واردة في كتب التاريخ المدرسية وتخضع المناقشات عبر الإنترنت حول هذا الموضوع لرقابة منهجية.

في بكين، نشرت السلطات أجهزة للتعرف على الوجه في الشوارع المؤدية إلى الساحة. ويقوم رجال الشرطة المنتشرون بأعداد كبيرة السبت بعمليات تدقيق في الهويات.

وإحياء ذكرى تيان أنمين محرم في الصين منذ 1989، لكن هونغ كونغ شكلت استثناء حتى 2020. وفرضت بكين بعد ذلك قانونًا صارمًا للأمن القومي على المنطقة شبه المستقلة لخنق كل المعارضة بعد احتجاجات ضخمة مؤيدة للديموقراطية في 2019.

تحذيرات

ومنذ ذلك الحين، تعمل السلطات المحلية على محو أي أثر لذكرى تيان أنمين.

حذرت شرطة هونغ كونغ من أن المشاركة في "تجمع غير مصرح به" يعاقب عليها بالسجن لمدة تصل إلى خمس سنوات. ينطبق هذا التحذير خصوصا على حديقة فكتوريا حيث جمعت وقفة احتجاجية على ضوء الشموع في يوم من الأيام عشرات الآلاف من الأشخاص في الرابع من حزيران/يونيو.

وأغلق جزء كبير من هذا المنتزه مساء الجمعة ، وتم نشر عدد كبير من رجال الشرطة السبت.

وطوق رجال أمن مسؤولا سابقا لـ"تحالف هونغ كونغ" الجمعية التي نظمت وقفات احتجاجية بينما كان يتجول في الحي حاملا باقة من الورود الحمراء والبيضاء في يده، وقاموا بتفتيش حقيبته.

مواقف

وكان الزعيم السابق للتحالف لي تشوك يان كتب في رسالة نُشرت على الإنترنت أنه سيصوم ويشعل عود كبريت ويغني أناشيد تذكارية السبت في زنزانته.

وصرح رجل يرتدي ثيابا سوداء ويحمل زهرة اقحوان لوكالة فرانس برس إنه خضع ايضا للتفتيش. وقال:"أمرتني الشرطة بعدم القيام بأي عمل من شأنه تحريض الناس على التجمع"، موضحا "لكن الناس يذهبون إلى العمل وكل ما فعلته هو المرور حاملا زهرة الأقحوان".

وفي حي كوز باي التجاري القريب اعتقل عشرة من رجال الشرطة فنانة نحتت قطعة بطاطس بشكل شمعة وولاعة الجمعة.

وقالت دوروثي (32 عاما) وهي امرأة من هونغ كونغ، لفرانس برس في محيط المنتزه إن "الحكومة خائفة جدا من تجمع محتمل". وعبرت عن أسفها لأن نهاية الوقفات الاحتجاجية "خسارة كبيرة للمجتمع".

وذكرت سيدة أخرى تقيم في هونغ كونغ لفرانس برس إنها أشعلت شمعة في منزلها ووضعت نسخة طبق الأصل من تمثال "إلهة الديموقراطية" رمز حركة تيان انمين على حافة النافذة.

وأوضحت السيدة البالغة من العمر 49 عاما وكانت طالبة في المدرسة الثانوية خلال الأحداث ثم نشطت في إطار "تحالف هونغ كونغ" الذي نظم تجمعات احتجاجية على ضوء الشموع في الحديقة "بالنسبة لي وللعديد من سكان هونغ كونغ من جيلي، كان الرابع من حزيران/يونيو بمثابة تنوير سياسي".

ومنعت هذه الوقفات في 2020 و2021 باسم مكافحة كوفيد-19. وفي أيلول/سبتمبر تم حل "تحالف هونغ كونغ" وإغلاق "متحف 4 يونيو" الذي أقامه واعتقال قادته.

دفع الغموض بشأن ما هو قانوني أو غير قانوني ست جامعات في هونغ كونغ في الأشهر الأخيرة إلى إزالة النصب التذكارية لتيان انمين التي أقيمت في حرمها، كإجراء احترازي.

وخوفا من أي ملاحقات، ألغيت القداديس الكاثوليكية التي تقام كل سنة وكانت واحدة من آخر الطرق التي اتبعها سكان هونغ كونغ لإحياء ذكرى تيان انمين.

عمود العار

ونشرت قنصليات غربية عدة في هونغ كونغ رسائل متعلقة بساحة تيان أنمين على وسائل التواصل الاجتماعي. وأكد مكتب الاتحاد الأوروبي لفرانس برس صحة معلومات نشرتها وسائل إعلام محلية وتفيد بأن السلطات الصينية طالبت هذه القنصليات بالامتناع عن ذلك.

ووضعت الولايات المتحدة صورة "عمود العار" على غلاف صفحتها على فيسبوك.

لكن في الخارج يجري إحياء ذكرى تيان أنمين. فقد اقام منشقون في المنفى متاحفهم الخاصة في الولايات المتحدة. ويخطط ناشطون لإحياء "عمود العار" في تايوان، وهو تمثال كان قد أزيل من هونغ كونغ.

بلينكن وتايوان

وأشاد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تغريدة على تويتر المحظور في الصين بـ"المتظاهرين الشجعان" الذين "طالبوا سلميا بالديموقراطية في ساحة تيان أنمين" قبل 33 عاما.

وكتب بلينكن "على الرغم من إزالة النصب التذكارية ومحاولات محو التاريخ، نكرم ذكراهم من خلال تعزيز احترام حقوق الإنسان في كل مكان تكون فيه مهددة".

من جهتها، قالت الرئيسة التايوانية تساي إنغ ون إن "الذاكرة الجماعية ليوم الرابع من حزيران/يونيو في هونغ كونغ تمحى بشكل منهجي". لكنها أكدت أنه "لا يمكن لمثل هذه الإجراءات الفجة وغير المعقولة أن تمحو ذاكرة الشعب".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار